التكوين المستمر لهيئة التوجيه التربوي الدواعي و الانتظارات
صفحة 1 من اصل 1
التكوين المستمر لهيئة التوجيه التربوي الدواعي و الانتظارات
عرف حقل الاستشارة والتوجيه التربوي في السنوات الأخيرة عدة مراجعات، كان الهدف منها تطوير وإغناء العدة المفاهيمة لهذا الحقل المعرفي الدينامي من جهة، ومن جهة ثانية، تصويب الممارسة وفق نظرة استراتيجية تروم الفعالية والنجاعة و تتغيى التبصر والانسجام في تنزيل هذا العتاد المعرفي على أرض الواقع.
وإذا كانت هذه المراجعات تأتي في سياق عالمي مطبوع بظاهرة العولمة، هذه الظاهرة التي بدأت تحول العالم إلى قرية صغيرة، تلاشت فيها الحواجز بداخل المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ... وانهارت فيها الحدود الزمانية والمكانية للعمل والتربية والتعلم، وبدأت تؤسس لانقلاب في أنماط العمل وأنواع المهن وأشكال التكوين. فإن السياق الوطني المغربي بدوره، يدفع في اتجاه إحدات هذه المراجعات نتيجة مجموعة من العوامل لعل أهمها ما يلي:
- الانتباه المتزايد لدور أنظمة التوجيه في تسهيل الانتقال بين أنظمة التربية والتكوين والشغل، وتحقيق الانسجام والتفاعل الإيجابي بين هذه الأنظمة ، وذلك من خلال تحقيق المواءمة بين مطالب الأفراد وحاجيات ومخططات المجتمع، تجسيدا لشعار "الرجل المناسب في المكان المناسب" وفق مرجعية تعتمد الكفاءة والاستحقاق؛
- الابتعاد شيئا فشيئا عن النظرة الاقتصادوية للتعليم ذات النزعة التمهينية التي ترفع شعار "ملاءمة التعليم مع حاجيات سوق الشغل"، وتعويضها بمنظور يروم الإعداد المتكامل للفرد وذلك من خلال تفعيل الغايات الأربع للتعليم المتجسدة في المعرفة والعمل والعيش مع الآخر وتحقيق الذات؛
- إعادة الاعتبار للمؤسسة التعليمية من خلال ربطها بمحيطها العام بجميع أبعاده، ودفعها للخروج من مساحة التنفيذ والدخول في مسارات التجديد والإبداع واتخاذ القرار، استعدادا لاستنبات ثقافة التدبير المستقل المأمول؛
- الانتقال من مقاربة الإعلام والتوجيه إلى مقاربة الاستشارة والتوجيه، وهو انتقال ليس فقط في المفاهيم ولكنه تحول عميق في مناهج التفكير وأساليب الممارسة واستراتيجيات الفعل؛
- ممارسة عمل القرب من خلال مقاربة تربوية ترى في منظومة الاستشارة والتوجيه جزء لا يتجزأ من سيرورات التربية والتكوين، مما يفرض دمج خدمات الاستشارة والتوجيه في مختلف ميكانيزمات اشتغال المؤسسة التعليمية، وفي الحياة المدرسية بمفهومها العام؛
- الانتقال من التدخلات الفردانية إلى التدخلات الجماعية؛ وهو انتقال بدأ يفرض وبإلحاح شديد امتلاك آليات العمل الجماعي، وما تتطلبه من توظيف مبدع لمختلف التقنيات الإعلامية والاستراتيجيات التواصلية المتنوعة؛
- بروز مقاربات حديثة في مجال الاستشارة والتوجيه، تتجسد أساسا في المدرسة التمهينية والمدرسة المواطنة والمدرسة الموجهة، حيث لم تعد تتساءل هده المقاربات عن "ماذا سنعمل بالتلميذ؟" ولكن ، وهذا هو المهم، "كيف نساعد هذا التلميذ ليجد طريقة ومنهجية لبلورة مشروعه الشخصي" بأبعاده المدرسية والمهنية والحياتية.
وعليه، وبناءا على ما سبق من معطيات عالمية ووطنية، واستحضارا لتوجهات ومبادئ "الميثاق الوطني للتربية والتكوين"، الذي جعل من غاياته الكبرى التأسيس لمدرسة مغربية جديدة، تليق بمغرب القرن 21 ، وجديرة بثقة المجتمع المغربي. فإننا نرى بضرورة مسائلة نسق التوجيه التربوي صورا وأهدافا وبنيات وهياكل خدماتية وتأطيرية وإدارية. وما دمنا اعتمدنا المقترب النسقي في التعاطي مع نظام التوجيه ، فنود أن نؤكد على أن نسق خدمات الاستشارة والتوجيه يأخذ، في منظورنا ثلاث صور أساسية:
- صورة نظريةImage théorique ، تبرز من خلال مختلف الأدبيات والنظريات والمقاربات والنماذج، والتي ينبغي تحيينها وتطويرها بغية الانسجام مع التحولات الوطنية والعالمية والاستجابة للحاجيات الجديدة والانتظارات المستجدة؛
- صورة واقعية Image réelle، كما هي كائنة في الواقع ببنياتها وهياكلها وممارساتها الميدانية بنجاحاتها وإخفاقاتها؛ والتي أضحت عملية تقويمها مطلبا ملحا وضروريا، قصد تصحيح التعثرات وتطوير وإبراز النجاحات والمكتسبات؛ وتأسيس عملية الترقية المهنية على مبدأ الميريطوقراطية؛
- صورة نفسية اجتماعيةImage psycho-sociale ، كما يراها ويتمثلها الفاعلون في التوجيه التربوي انطلاقا من قناعاتهم وتكوينهم وانتظاراتهم ومصالحهم. والتي أضحت تتطلب مجهودا وتعبئة شاملة قصد تخليصها من عناصر الجمود والاستسلام والممارسة الجامدة المهددة لكل إقلاع ومبادرة تجديدية لمنظومة التوجيه.
وإذا كان لكل هذه الصور والمكونات أهميتها ومركزيتها في قيادة التغيير المخطط داخل المؤسسات التعليمية، فإننا ارتأينا في هذه الورقة التركيز على جزء أساسي من هذا النسق متمثلا في نظام التكوين المستمر لهيئة التوجيه التربوي، وذلك بهدف الكشف عن أفضل الأساليب وأنجع الاستراتيجيات الكفيلة بتقليص الفارق بين الكفايات المهنية المنتظرة والمأمولة في إطار الإصلاح المنشود، وتلك المتجسدة على أرض الواقع.
ومن هنا، وقبل تحديد مجالات ومحاور التدخل للتكوين المستمر لهيئة التوجيه التربوي، لابد من التذكير بوظائف هيئة التوجيه التربوي، و التي يمكن اختزالها في ثلاث وظائف أساسية:
- وظيفة نمائية fonction développementale: تتجسد في المساهمة في تطوير وإغناء معارف وقدرات وكفايات التلميذ المساعدة على التموقع والتحيين والتكيف واتخاد مختلف القرارات باستقلالية ومسؤولية؛
- وظيفة وقائية fonction préventive : تتجلى من خلال مساعدة التلميذ على تجنب المشاكل والصعوبات التي تعترضه، وربطه بمختلف الأنساق التي يمكن أن تمده بالخدمات والمساعدات والموارد؛
- وظيفة علاجية fonction curative : تتمثل في تحليل ومعالجة الظواهر والمشاكل التربوية والاجتماعية التي تعوق المسار الدراسي للتلميذ، وتحد في نفس الوقت من المردودية الداخلية والخارجية للمؤسسة التعليمية؛
وتفرض هذه الوظائف أدوارا جديدة ، والتي من دونها يسود الارتباك في أداءات هيئة التوجيه التربوي، وتتنامى نتيجة لذلك مظاهر السلبية ، التي يصبح صداها يتردد على أكثر من صعيد. وتضع هذه الأدوار، الفاعل في خدمة الاستشارة والتوجيه، في مسار عمليات الاتصالات المتعددة، من أجل إيجاد التسويات والتوافقات الممكنة. وعليه، يصبح لديه مجموعة من الأدوار:
- دور الوساطة rôle de médiation: كدور يؤمن الوصل بين التلاميذ والمصادر الأخرى في المجتمع، والهدف الأول لهذا الدور هو توجيه التلاميذ نحو الخدمات التي توفرها البيئة الاجتماعية والاقتصادية والتكوينية للاستفادة من عناصرها المتنوعة؛
- دور المصاحبةrôle d'accompagnement : من خلال مساعدة التلاميذ على اكتشاف أهم ما لديهم من إمكانات وقوى إيجابية قصد استخدامها في التعامل الايجابي مع بيئتهم المتحولة والمتغيرة لإحراز التغيير والنمو المنشود؛
- دور الدفاع rôle de défense : من خلال التحدث باسم التلاميذ وعرض ومناقشة وشرح أفكارهم والنضال والتفاوض من أجلها كلما دعت الضرورة لذلك؛
دور الخبرةrôle d'expertise : يعد الفاعل في مجال الاستشارة والتوجيه خبيرا بمبادئ وأسس الاستشارة التربوية والنفسية والتقنية، وعليه يجب أن يكون ملما سواء بإعداد هذه الاستشارة أوتنفيذها أو تقويمها؛
- دور التعاون rôle de collaboration : وذلك من خلال المساهمة في إطار مسعى تعاوني مع مختلف الشركاء الداخليين والخارجيين للمؤسسة في ضمان وتجسيد حق التلميذ في بناء وبلورة مشروعه الشخصي، بالإضافة إلى التعاون بإيجابية في مختلف المجالات التي تقتضي العمل الجماعي بصيغه المتنوعة من مجالس ولجن وفرق وآليات...
تأسيسا على ما سبق، نخلص، إلى ضرورة الاستعجال في بلورة برامج وطنية و جهوية للتكوين المستمر مستجيبة لهذه الأدوار والوظائف ومستحضرة في نفس الوقت للمرجعيات والمعايير العلمية في هذا المضمار والتي نحصرها في المحاور التالية:
الانطلاق من تشخيص علمي ودقيق لحاجيات وانتظارات هيئة التوجيه التربوي؛
توفير المكونين الأكفاء الذين خبروا بما فيه الكفاية مجال الاستشارة والتوجيه؛
تدبير عقلاني وشفاف لما يخصص للتكوينات من إمكانات واعتمادات ووسائل؛
ملاءمة التكوينات مع وظائف وأدوار وهوية هيئة التوجيه التربوي؛
اعتماد مبدأ التوازن والتكامل بين مجالي الاستشارة و التوجيه؛
إعمال منطق الأولويات والمرونة و استحضار الزمن كعنصر استراتيجي في بلورة الكفايات المهنية؛
تقييم سيرورة التكوينات قصد تصحيح الاختلالات وتعزيز المكتسبات؛
التأكد من الانعكاسات الإيجابية لبرامج التكوين على فكر وممارسة هيئة التوجيه التربوي.
وأخيرا إذا كان كل تعديل وتطوير سواء كان جزئيا أو كليا في نسق التوجيه يحتم بالضرورة مراجعة شاملة لأشكال وأساليب التكوين بشقيه الأساسي والمستمر، فإن تناول موضوع التكوين المستمر في هذا الظرف بالذات يأتي دون شك استجابة لحاجيات وانتظارات الفاعلين في مجالي الاستشارة والتوجيه وإلى التحديات الجديدة والمستجدة التي تواجهها منظومتنا التربوية.
هذا وإن تناول هذه الورقة لبعض المفاهيم التي نعتبرها مركزية في موضوع التكوين المستمر كان الغرض منه التأكيد على ضرورة إحداث قطيعة نهائية مع الصيغ والأساليب التقليدية لبلورة برامج ومناهج تكوينية عن طريق تبني مقاربات علمية وعقلانية ضمانا للنجاعة والفعالية المطلوبة.
وإذا كانت هذه المراجعات تأتي في سياق عالمي مطبوع بظاهرة العولمة، هذه الظاهرة التي بدأت تحول العالم إلى قرية صغيرة، تلاشت فيها الحواجز بداخل المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ... وانهارت فيها الحدود الزمانية والمكانية للعمل والتربية والتعلم، وبدأت تؤسس لانقلاب في أنماط العمل وأنواع المهن وأشكال التكوين. فإن السياق الوطني المغربي بدوره، يدفع في اتجاه إحدات هذه المراجعات نتيجة مجموعة من العوامل لعل أهمها ما يلي:
- الانتباه المتزايد لدور أنظمة التوجيه في تسهيل الانتقال بين أنظمة التربية والتكوين والشغل، وتحقيق الانسجام والتفاعل الإيجابي بين هذه الأنظمة ، وذلك من خلال تحقيق المواءمة بين مطالب الأفراد وحاجيات ومخططات المجتمع، تجسيدا لشعار "الرجل المناسب في المكان المناسب" وفق مرجعية تعتمد الكفاءة والاستحقاق؛
- الابتعاد شيئا فشيئا عن النظرة الاقتصادوية للتعليم ذات النزعة التمهينية التي ترفع شعار "ملاءمة التعليم مع حاجيات سوق الشغل"، وتعويضها بمنظور يروم الإعداد المتكامل للفرد وذلك من خلال تفعيل الغايات الأربع للتعليم المتجسدة في المعرفة والعمل والعيش مع الآخر وتحقيق الذات؛
- إعادة الاعتبار للمؤسسة التعليمية من خلال ربطها بمحيطها العام بجميع أبعاده، ودفعها للخروج من مساحة التنفيذ والدخول في مسارات التجديد والإبداع واتخاذ القرار، استعدادا لاستنبات ثقافة التدبير المستقل المأمول؛
- الانتقال من مقاربة الإعلام والتوجيه إلى مقاربة الاستشارة والتوجيه، وهو انتقال ليس فقط في المفاهيم ولكنه تحول عميق في مناهج التفكير وأساليب الممارسة واستراتيجيات الفعل؛
- ممارسة عمل القرب من خلال مقاربة تربوية ترى في منظومة الاستشارة والتوجيه جزء لا يتجزأ من سيرورات التربية والتكوين، مما يفرض دمج خدمات الاستشارة والتوجيه في مختلف ميكانيزمات اشتغال المؤسسة التعليمية، وفي الحياة المدرسية بمفهومها العام؛
- الانتقال من التدخلات الفردانية إلى التدخلات الجماعية؛ وهو انتقال بدأ يفرض وبإلحاح شديد امتلاك آليات العمل الجماعي، وما تتطلبه من توظيف مبدع لمختلف التقنيات الإعلامية والاستراتيجيات التواصلية المتنوعة؛
- بروز مقاربات حديثة في مجال الاستشارة والتوجيه، تتجسد أساسا في المدرسة التمهينية والمدرسة المواطنة والمدرسة الموجهة، حيث لم تعد تتساءل هده المقاربات عن "ماذا سنعمل بالتلميذ؟" ولكن ، وهذا هو المهم، "كيف نساعد هذا التلميذ ليجد طريقة ومنهجية لبلورة مشروعه الشخصي" بأبعاده المدرسية والمهنية والحياتية.
وعليه، وبناءا على ما سبق من معطيات عالمية ووطنية، واستحضارا لتوجهات ومبادئ "الميثاق الوطني للتربية والتكوين"، الذي جعل من غاياته الكبرى التأسيس لمدرسة مغربية جديدة، تليق بمغرب القرن 21 ، وجديرة بثقة المجتمع المغربي. فإننا نرى بضرورة مسائلة نسق التوجيه التربوي صورا وأهدافا وبنيات وهياكل خدماتية وتأطيرية وإدارية. وما دمنا اعتمدنا المقترب النسقي في التعاطي مع نظام التوجيه ، فنود أن نؤكد على أن نسق خدمات الاستشارة والتوجيه يأخذ، في منظورنا ثلاث صور أساسية:
- صورة نظريةImage théorique ، تبرز من خلال مختلف الأدبيات والنظريات والمقاربات والنماذج، والتي ينبغي تحيينها وتطويرها بغية الانسجام مع التحولات الوطنية والعالمية والاستجابة للحاجيات الجديدة والانتظارات المستجدة؛
- صورة واقعية Image réelle، كما هي كائنة في الواقع ببنياتها وهياكلها وممارساتها الميدانية بنجاحاتها وإخفاقاتها؛ والتي أضحت عملية تقويمها مطلبا ملحا وضروريا، قصد تصحيح التعثرات وتطوير وإبراز النجاحات والمكتسبات؛ وتأسيس عملية الترقية المهنية على مبدأ الميريطوقراطية؛
- صورة نفسية اجتماعيةImage psycho-sociale ، كما يراها ويتمثلها الفاعلون في التوجيه التربوي انطلاقا من قناعاتهم وتكوينهم وانتظاراتهم ومصالحهم. والتي أضحت تتطلب مجهودا وتعبئة شاملة قصد تخليصها من عناصر الجمود والاستسلام والممارسة الجامدة المهددة لكل إقلاع ومبادرة تجديدية لمنظومة التوجيه.
وإذا كان لكل هذه الصور والمكونات أهميتها ومركزيتها في قيادة التغيير المخطط داخل المؤسسات التعليمية، فإننا ارتأينا في هذه الورقة التركيز على جزء أساسي من هذا النسق متمثلا في نظام التكوين المستمر لهيئة التوجيه التربوي، وذلك بهدف الكشف عن أفضل الأساليب وأنجع الاستراتيجيات الكفيلة بتقليص الفارق بين الكفايات المهنية المنتظرة والمأمولة في إطار الإصلاح المنشود، وتلك المتجسدة على أرض الواقع.
ومن هنا، وقبل تحديد مجالات ومحاور التدخل للتكوين المستمر لهيئة التوجيه التربوي، لابد من التذكير بوظائف هيئة التوجيه التربوي، و التي يمكن اختزالها في ثلاث وظائف أساسية:
- وظيفة نمائية fonction développementale: تتجسد في المساهمة في تطوير وإغناء معارف وقدرات وكفايات التلميذ المساعدة على التموقع والتحيين والتكيف واتخاد مختلف القرارات باستقلالية ومسؤولية؛
- وظيفة وقائية fonction préventive : تتجلى من خلال مساعدة التلميذ على تجنب المشاكل والصعوبات التي تعترضه، وربطه بمختلف الأنساق التي يمكن أن تمده بالخدمات والمساعدات والموارد؛
- وظيفة علاجية fonction curative : تتمثل في تحليل ومعالجة الظواهر والمشاكل التربوية والاجتماعية التي تعوق المسار الدراسي للتلميذ، وتحد في نفس الوقت من المردودية الداخلية والخارجية للمؤسسة التعليمية؛
وتفرض هذه الوظائف أدوارا جديدة ، والتي من دونها يسود الارتباك في أداءات هيئة التوجيه التربوي، وتتنامى نتيجة لذلك مظاهر السلبية ، التي يصبح صداها يتردد على أكثر من صعيد. وتضع هذه الأدوار، الفاعل في خدمة الاستشارة والتوجيه، في مسار عمليات الاتصالات المتعددة، من أجل إيجاد التسويات والتوافقات الممكنة. وعليه، يصبح لديه مجموعة من الأدوار:
- دور الوساطة rôle de médiation: كدور يؤمن الوصل بين التلاميذ والمصادر الأخرى في المجتمع، والهدف الأول لهذا الدور هو توجيه التلاميذ نحو الخدمات التي توفرها البيئة الاجتماعية والاقتصادية والتكوينية للاستفادة من عناصرها المتنوعة؛
- دور المصاحبةrôle d'accompagnement : من خلال مساعدة التلاميذ على اكتشاف أهم ما لديهم من إمكانات وقوى إيجابية قصد استخدامها في التعامل الايجابي مع بيئتهم المتحولة والمتغيرة لإحراز التغيير والنمو المنشود؛
- دور الدفاع rôle de défense : من خلال التحدث باسم التلاميذ وعرض ومناقشة وشرح أفكارهم والنضال والتفاوض من أجلها كلما دعت الضرورة لذلك؛
دور الخبرةrôle d'expertise : يعد الفاعل في مجال الاستشارة والتوجيه خبيرا بمبادئ وأسس الاستشارة التربوية والنفسية والتقنية، وعليه يجب أن يكون ملما سواء بإعداد هذه الاستشارة أوتنفيذها أو تقويمها؛
- دور التعاون rôle de collaboration : وذلك من خلال المساهمة في إطار مسعى تعاوني مع مختلف الشركاء الداخليين والخارجيين للمؤسسة في ضمان وتجسيد حق التلميذ في بناء وبلورة مشروعه الشخصي، بالإضافة إلى التعاون بإيجابية في مختلف المجالات التي تقتضي العمل الجماعي بصيغه المتنوعة من مجالس ولجن وفرق وآليات...
تأسيسا على ما سبق، نخلص، إلى ضرورة الاستعجال في بلورة برامج وطنية و جهوية للتكوين المستمر مستجيبة لهذه الأدوار والوظائف ومستحضرة في نفس الوقت للمرجعيات والمعايير العلمية في هذا المضمار والتي نحصرها في المحاور التالية:
الانطلاق من تشخيص علمي ودقيق لحاجيات وانتظارات هيئة التوجيه التربوي؛
توفير المكونين الأكفاء الذين خبروا بما فيه الكفاية مجال الاستشارة والتوجيه؛
تدبير عقلاني وشفاف لما يخصص للتكوينات من إمكانات واعتمادات ووسائل؛
ملاءمة التكوينات مع وظائف وأدوار وهوية هيئة التوجيه التربوي؛
اعتماد مبدأ التوازن والتكامل بين مجالي الاستشارة و التوجيه؛
إعمال منطق الأولويات والمرونة و استحضار الزمن كعنصر استراتيجي في بلورة الكفايات المهنية؛
تقييم سيرورة التكوينات قصد تصحيح الاختلالات وتعزيز المكتسبات؛
التأكد من الانعكاسات الإيجابية لبرامج التكوين على فكر وممارسة هيئة التوجيه التربوي.
وأخيرا إذا كان كل تعديل وتطوير سواء كان جزئيا أو كليا في نسق التوجيه يحتم بالضرورة مراجعة شاملة لأشكال وأساليب التكوين بشقيه الأساسي والمستمر، فإن تناول موضوع التكوين المستمر في هذا الظرف بالذات يأتي دون شك استجابة لحاجيات وانتظارات الفاعلين في مجالي الاستشارة والتوجيه وإلى التحديات الجديدة والمستجدة التي تواجهها منظومتنا التربوية.
هذا وإن تناول هذه الورقة لبعض المفاهيم التي نعتبرها مركزية في موضوع التكوين المستمر كان الغرض منه التأكيد على ضرورة إحداث قطيعة نهائية مع الصيغ والأساليب التقليدية لبلورة برامج ومناهج تكوينية عن طريق تبني مقاربات علمية وعقلانية ضمانا للنجاعة والفعالية المطلوبة.
مجال الاستشارة و التوجيه التربوي
قديم:
"يصرح بالتوجيه أنه جزء لا يتجزأ من سيرورة التربية و التكوين، بوصفه وظيفة للمواكبة و تيسير النضج و الميول و ملكات المتعلمين و اختياراتهم التربوية و المهنية، و إعادة توجيههم كلما دعت الضرورة إلى ذلك، ابتداء من السنة الثانية من المدرسة الإعدادية إلى التعليم العالي."
كانت هذه هي المادة 99 من الدعامة السادسة (المتعلقة بالتوجيه التربوي و المهني) من الميثاق الوطني للتربية و التكوين و قد ارتأينا أن نستهل بها هذا الجزء المخصص للتوجيه التربوي و الإعلام المدرسي والمهني لكونها تختزل في جمل قليلة كنه و روح إشكالية التوجيه التي تقع في ملتقى نقطتين ديناميتين: دينامية التطور السريع الذي يعرفة العالم السوسيو اقتصادي و ديمانية النمو الشخصي للفرد. إن الربط بين الديناميتين ليس بالأمر الهين نظرا للوثيرة السريعة التي تتقلب بها الوضعيات الاقتصادية و وسائل الإنتاج و تتطور بها التكنولوجيا و يتغير بها سوق الشغل و نظرا للإصلاحات المتتالية و المستمرة التي تطرأ على المنظومة التربوية (البرامج و المناهج و إعادة هيكلة الأسلاك التعليمية و تنظيم الحياة المدرسية...) بالإضافة إلى التغيرات السيكولوجية الناتجة عن النمو الفيزيولوجي للأفراد... كل هذه العوامل تجعل من التوجيه مسألة شديدة التعقيد و صعبة المعالجة و تفرض تغيير الوضع الراهن. للحد من تفاقم هذا الوضع و تطوير و تجويد الخدمات المقدمة في هذا الميدان، عقدت وزارة التربية الوطنية مناظرة وطنية بالرباط بتاريخ 09 أبريل 2005 .
1 - تطوير خدمات الاستشارة و التوجيه:
لم تعد غايات التربية و التكوين منحصرة في تحصيل المعارف بل تخطت ذلك إلى منحى يروم أن يجعل من التلميذ كائنا متحكما في مصيره و ذلك من خلال اكتساب مهارات تساعده على التنبؤ و التموقع و التكيف، و تمكنه من تنمية قدراته على التغيير و التحيين مما يتطلب منه أن يعرف ذاته و محيطه و يكون قادرا على تخطيط و بلورة مشروعه الشخصي و هذا لن يتأتى إلا من خلال إقرار و تفعيل توجيه يعتمد المقاربة التربوية...
بناء على الاعتبارات السالف ذكرها انعقدت المناظرة الوطنية حول تطوير وظائف و آليات الاستشارة
و التوجيه، بالرباط في 9 أبريل 2005، و ذلك بهدف تقييم التجارب السابقة في الميدان و الوقوف على الهفوات و مواطن الخلل و إفراز مشروع كفيل بتطوير منظومة التوجيه التربوي و تجويد الخدمات التي تقدمها الأطر العاملة في هذا المجال تمشيا مع الإصلاحات التي يصبو إليها الميثاق الوطني للتربية و التكوين. و قد نتجت عن ذلك نصوص تنظيمية لمجال التوجيه (المذكرة الإطار رقم 91 حول الإطار التنظيمي لمجال الاستشارة و التوجيه ـ 19 غشت 2005) تجعل البعد التربوي حاضرا في تخطيط و إعداد و إنجاز و تقويم مختلف الأنشطة المرتبطة بمجال الاستشارة و التوجيه...
2 – التوجيه و الحياة المدرسية:
لتجويد خدمات الاستشارة و التوجيه التربوي صنفت النصوص المنظمة للمجال مختلف البنيات الفاعلة فيه إلى بنيات خدماتية و بنيات تأطيرية و بنيات إدارية منها ما يتعامل معه التلميذ مباشرة و منها ما له انعكاس غير مباشر. سنشير إلى مهام هذه البنيات و خصوصا منها تلك المرتبطة مباشرة بالحياة المدرسية للتلميذ :
2.1 ـ البنيات الخدماتية:
2.1.1 – القطاعات المدرسية للاستشارة و التوجيه:
تتكون القطاعات المدرسية من مؤسستين أو أكثر( المعدل على الصعيد الوطني هو 02 مؤسسات بكل قطاع )
و هي البنيات الأساسية التي توفر للتلاميذ و أوليائهم، ابتداء من السنة الثانية ثانوي إعدادي إلى حدود السنة الأخيرة من التعليم الثانوي التأهيلي، خدمات مباشرة في مجال الاستشارة و التوجيه حيث يعمل بها مستشارون أو مفتشون في التوجيه التربوي، بتنسيق مع مختلف الفاعلين التربويين، و يقومون بتسطير برامج عمل تتضمن الأعمال التالية:
ـ إنجاز حملات إعلامية لفائدة التلاميذ و الآباء حول المسالك الدراسية بالثانوي التأهيلي و بالتعليم العالي و حول مسالك التكوين المهني و تتم هذه الأخيرة بتنسيق مع المستشارين في التوجيه التابعين للتكوين المهني،
ـ مساعدة التلاميذ على التعرف على المهن و سوق الشغل،
ـ المساهمة في تنظيم تظاهرات و منتديات و ملتقيات إعلامية و زيارات و أبواب مفتوحة لمؤسسات التربية
و التكوين و وحدات الانتاج،
ـ القيام بمقابلات فردية و جماعية مع التلاميذ الراغبين في بناء مشاريعهم الشخصية،
ـ استثمار المعطيات و المساهمة في رصد و تشخيص تعثرات التلاميذ قصد مساعدتهم على تجاوزها،
ـ المساهمة في إعداد استراتيجية للدعم التربوي إلى جانب الفرقاء الآخرين،
ـ المشاركة في جميع المجالس ( مجلس التدبير ، مجلس التوجيه...)،
هذه بعض المهام التي يقوم بها أطر التوجيه بالمؤسسات التعليمية (أنظر المذكرة 91 للإطلاع على كل المهام بالتفصيل) و التي لها انعكاس إيجابي نسبي على الحياة المدرسية للتلاميذ بحيث توفر لهم دعما في مشوارهم الدراسي و تسهل الصعوبات التي يمكن أن تعترضهم في اختيار المسالك الدراسية و البناء الجزئي لمشاريعهم الشخصية رغم عدم توفر الإمكانيات ( الأدوات السيكوتقنية و التربوية ) التي تخول لأطر التوجيه التربوي القيام بذلك على أحسن وجه و رغم ارتفاع معدل المستهدفين بخدمات الاستشارة و التوجيه بالنسبة لكل إطار يعمل بقطاع مدرسي كما تبين ذلك الإحصائيات المضمنة في "مقترح الإشكالية" الذي اعتمد في تأطير أشغال الورشات الثلاث التي ساهمت في أشغال المناظرة الوطنية المذكورة أعلاه ( المعدل الوطني بالنسبة لعدد الأقسام هو 23 قسم لكل إطار و المعدل الوطني لعدد التلاميذ بالقطاع المدرسي هو 2283 تلميذ) . سيتم إنجاز و تعميم الأدوات الضرورية ( الأدوات السيكوتقنية
و التربوية ) في أفق سنة 2010 كما هو منصوص عليه في الوثائق التي تم تقديمها خلال المناظرة الوطنية حول تطوير وظائف و آليات الاستشارة و التوجيه. في انتظار توفر الظروف الملائمة، يجب أن تحتضن المدرسة كل البرامج الهادفة إلى تجويد خدمات الاستشارة و التوجيه و تساعد على إنجازها من خلال إعداد الظروف و المناخ الملائمين و إشراك كل الفرقاء الذين بإمكانهم أن يساهموا في بلورتها، كما جاء في المادة 101 من الميثاق الوطني للتربية و التكوين: " يتم تعيين مستشار في التوجيه واحد على الأقل على صعيد كل شبكة محلية للتربية و التكوين، في مرحلة لاحقة على صعيد كل مؤسسة للتعليم الثانوي، و يتوفر المستشار على مكان للعمل مزود بالأدوات الملائمة كما يستفيد من التكوين المستمر..."
2.1.2 ـ مراكز الاستشارة و التوجيه:
بالإضافة إلى الخدمات التي يستفيد منها التلميذ في مجال الاستشارة و التوجيه، داخل فضاء المؤسسة يستفيد كذلك من الخدمات التي تقدمها مراكز الاستشارة و التوجيه (عددها 57 مركزا موزعة على جهات المملكة مكنت من تغطية 82 % من مجموع نيابات وزارة التربية الوطنية ). هذه البنيات عبارة عن فضاءات مفتوحة خارج المؤسسة التعليمية لاستقبال التلاميذ و أوليائهم و تقديم خدمات الاستشارة في التوجيه لهم من طرف أطر متخصصة. من بين المهام المنوطة بها ندرج ما يلي:
ـ تقديم خدمات الاستشارة و التوجيه للوافدين على المركز،
ـ الإشراف على تنظيم ملتقيات و منتديات تهم الإعلام المدرسي و المهني،
ـ الإشراف على عمليات التوجيه و تغيير التوجيه بالتعليم الخصوصي،
ـ تزويد الأطر العاملة بالقطاعات بالوثائق و الدعائم الإعلامية،
ـ التنسيق مع التعليم العالي و التكوين المهني...
هذه بعض المهام التي تنعكس مباشرة على الحياة المدرسية للتلاميذ (للتعرف على باقي المهام أنظر المذكرة الإطار رقم 91) و هناك أخرى لها انعكاسات غير مباشرة لكن المهام كلها تصب في اتجاه تجويد خدمات الاستشارة
و التوجيه و الرفع من إمكانية استفادة التلاميذ منها.
2.1.3 – خلايا إنتاج وثائق الإعلام:
تقدم هذه البنيات خدمات تنعكس على الحياة المدرسية للتلاميذ حيث تنتج الوثائق و الدعائم الإعلامية التي تقرب منهم المعلومات التي يحتاجونها و التي تساعدهم على اتخاذ قرارات توجيههم و تمد بها مراكز الاستشارة و التوجيه و الأطر العاملة بالقطاعات المدرسية ليستعملونها خلال الحملات الإعلامية و المقابلات الفردية و الجماعية. للنجاح في مهمتها فهي تنظم عملها كالتالي ( المذكرة الإطار رقم 91):
ـ تحديد الفئات المستهدفة بخدمات الإعلام المرتبطة بمجال الاستشارة و التوجيه،
ـ البحث عن المعلومات التي تستجيب لحاجيات المستهدفين و معالجتها و تحيينها،
ـ تكوين قاعدة معطيات و رصيد وثائقي يتعلق بمجال عملها،
ـ إنتاج وثائق تلائم المستهدفين من خدماتها...
2.2 – البنيات الإدارية:
تتمثل في المصالح المركزية و الجهوية و الإقليمية و أقربها للحياة المدرسية للتلاميذ مكتب الإعلام و التوجيه
و المنح الذي تتوفر عليه جميع النيابات و الذي يقوم بما يلي ( المذكرة الإطار رقم 91):
ـ التنظيم الإداري لجميع العمليات المرتبطة بمجال الاستشارة و التوجيه و تدبير مختلف الوثائق المتعلقة بها،
ـ ضبط و مراقبة الملفات المدرسية للتلاميذ و الإشراف على إرسالها إلى المؤسسات المستقبلة،
ـ الإشراف على مختلف الإجراءات الإدارية المرتبطة بالالتحاق بمؤسسات التعليم العمومي،
ـ التدبير الإداري للمنح،
ـ مراقبة الشواهد المدرسية المسلمة من طرف مؤسسات التعليم العمومي بالإقليم و تسليم شواهد التوجيه عند الاقتضاء،
ـ المساهمة في تنظيم الدخول المدرسي...
2.3 – البنيات التأطيرية:
تتمثل في المنسقيات المركزية و الجهوية و مناطق التفتيش سنشير إليها بإيجاز شديد لأنها كلها لا ترتبط بالتلميذ مباشرة لكن لها انعكاس على الحياة المدرسية لأن من بين مهامها ما يلي ( المذكرة الإطار رقم 91):
ـ تأطير الأطر العاملة في مجال الاستشارة و التوجيه و تتبع و تنسيق أعمالها و تأطير و تكوين الأطر الإدارية...
ـ مراقبة مدى تطبيق النصوص التشريعية و الإجراءات المتخذة في مجال التمدرس و التوجيه التربوي...
ـ تتبع المردودية داخل المؤسسات التعليمية اعتمادا على مؤشرات علمية، و المساهمة في الرفع منها،
ـ مراقبة وضبط جميع الوثائق المتعلقة بالتمدرس و التوجيه و تقديم اقتراحات في شأنها...
3 – مساطر التوجيه و إعادة التوجيه:
يتعلق الأمر بمساطر التوجيه المدرسي و المهني و إعادة التوجيه و هي تستهدف تلاميذ السنة الثالثة ثانوي إعدادي و تلاميذ الجذوع المشتركة و تلاميذ السنة الأولى بكالوريا و تعتمد للتداول في شأن توجيه و إعادة توجيه التلاميذ خلال اجتماع لجن الاختيار الأولي التي تنعقد بمؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي و مجالس التوجيه التي تنعقد بالثانويات الإعدادية بالنسبة لمستوى الثالثة ثانوي إعدادي و بالثانويات التأهيلية بالنسبة لمستويي الجذع المشترك و السنة الأولى من سلك البكالوريا. و تعتمد اللجان و المجالس في القيام بأعمالها على معايير محددة مسبقا ومعايير يحددها أعضاء المجالس و اللجان إذا ارتأوا أن ذلك ضروريا(أنظر المذكرة الإطار رقم 91).
أما بالنسبة للتوجيه إلى مسالك التكوين المهني فإنه يخضع لمضامين الدورية الوزارية المشتركة بين قطاعي التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر و البحث العلمي و التكوين المهني.
4 – مقترحات:
أتت المناظرة الوطنية حول تطوير آليات الاستشارة و التوجيه لتطور الممارسات المعروفة في مجال الإعلام
و التوجيه التي لم تعد تساير ما يتطلبه تطوير منظومة التربية و التكوين من تحديث فأسست، من خلال النصوص التنظيمية المنبثقة عنها، لمنظور جديد لمفهومي الاستشارة و التوجيه.
لتحقيق التغيير المنشود على أرض الواقع علينا أن ننجز ما يلي:
ـ دعم أولوية التوجيه و خصوصا في إطار مشاريع المؤسسات التعليمية و التكوينية ليصبح محط اهتمام
و مشاركة الجميع: آباء و مدرسين وإداريين و مستشارين في التوجيه و مفتشين و شركاء...
ـ توفير جميع الإمكانات المادية و الظروف المعنوية الكفيلة بتيسير المأمورية الصعبة التي تناط بتلامذتنا عندما يتعلق الأمر بمسألة الاختيار و التوجيه،
ـ العمل بمقاربة تربوية من خلال إعداد و توفير الأدوات السيكوتقنية و التربوية و وضعها رهن إشارة الأطر العاملة في المجال خصوصا و الطاقم التربوي و الإداري عموما،
ـ تسطير برامج عمل تدخل في سياق مساعدة التلاميذ على تحقيق مشاريعهم الشخصية في إطار مشروع المؤسسة رغم الصعوبات و المعيقات التي يمكن أن تعترض ذلك،
ـ دعم عمل خلايا إنتاج وثائق الإعلام،
ـ دعم التنسيق الفعلي و العملي بين مؤسسات التعليم الثانوي و مؤسسات التعليم العالي و التكوين المهني
و أجرأته ليخفف من الضغط الذي يعاني منه التلميذ خلال السنة النهائية من التعليم الثانوي نظرا لانشغاله بالتحصيل
و الامتحانات أكثر من التفكير في الاختيار و التوجيه،
ـ إحداث حيز داخل المكتبة المدرسية و تزويده بجميع الوثائق و الدعائم الإعلامية الضرورية التي تساعد على الإجابة على تساؤلات التلاميذ،
ـ إشراك التلاميذ من خلال ممثليهم في تسطير برامج الأنشطة و خصوصا ما يرتبط منها بمجال التوجيه
و تكوينهم كي يحسنوا التعامل مع الوثائق الإعلامية و استغلالها،
ـ تفعيل التكوين المستمر بالنسبة لأطر الإدارة و الأساتذة و أطر التوجيه،
ـ دعم استعمال الأنترنيت، داخل المؤسسة التعليمية، للإعلام و الاستعلام حول المسائل المتعلقة بالتوجيه،
ـ تيسير الالتحاق بالتكوين المهني للراغبين في ذلك و للذين لم يتأت لهم النجاح في دراستهم مع خلق جسور بين التكوين المهني و المدرسة...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة:
الإحصائيات المدرجة ترجع إلى سنة 2003 / 2004
من إعـداد المفتش في التوجيه التربوي:
مصطفى شـركي [right]
"يصرح بالتوجيه أنه جزء لا يتجزأ من سيرورة التربية و التكوين، بوصفه وظيفة للمواكبة و تيسير النضج و الميول و ملكات المتعلمين و اختياراتهم التربوية و المهنية، و إعادة توجيههم كلما دعت الضرورة إلى ذلك، ابتداء من السنة الثانية من المدرسة الإعدادية إلى التعليم العالي."
كانت هذه هي المادة 99 من الدعامة السادسة (المتعلقة بالتوجيه التربوي و المهني) من الميثاق الوطني للتربية و التكوين و قد ارتأينا أن نستهل بها هذا الجزء المخصص للتوجيه التربوي و الإعلام المدرسي والمهني لكونها تختزل في جمل قليلة كنه و روح إشكالية التوجيه التي تقع في ملتقى نقطتين ديناميتين: دينامية التطور السريع الذي يعرفة العالم السوسيو اقتصادي و ديمانية النمو الشخصي للفرد. إن الربط بين الديناميتين ليس بالأمر الهين نظرا للوثيرة السريعة التي تتقلب بها الوضعيات الاقتصادية و وسائل الإنتاج و تتطور بها التكنولوجيا و يتغير بها سوق الشغل و نظرا للإصلاحات المتتالية و المستمرة التي تطرأ على المنظومة التربوية (البرامج و المناهج و إعادة هيكلة الأسلاك التعليمية و تنظيم الحياة المدرسية...) بالإضافة إلى التغيرات السيكولوجية الناتجة عن النمو الفيزيولوجي للأفراد... كل هذه العوامل تجعل من التوجيه مسألة شديدة التعقيد و صعبة المعالجة و تفرض تغيير الوضع الراهن. للحد من تفاقم هذا الوضع و تطوير و تجويد الخدمات المقدمة في هذا الميدان، عقدت وزارة التربية الوطنية مناظرة وطنية بالرباط بتاريخ 09 أبريل 2005 .
1 - تطوير خدمات الاستشارة و التوجيه:
لم تعد غايات التربية و التكوين منحصرة في تحصيل المعارف بل تخطت ذلك إلى منحى يروم أن يجعل من التلميذ كائنا متحكما في مصيره و ذلك من خلال اكتساب مهارات تساعده على التنبؤ و التموقع و التكيف، و تمكنه من تنمية قدراته على التغيير و التحيين مما يتطلب منه أن يعرف ذاته و محيطه و يكون قادرا على تخطيط و بلورة مشروعه الشخصي و هذا لن يتأتى إلا من خلال إقرار و تفعيل توجيه يعتمد المقاربة التربوية...
بناء على الاعتبارات السالف ذكرها انعقدت المناظرة الوطنية حول تطوير وظائف و آليات الاستشارة
و التوجيه، بالرباط في 9 أبريل 2005، و ذلك بهدف تقييم التجارب السابقة في الميدان و الوقوف على الهفوات و مواطن الخلل و إفراز مشروع كفيل بتطوير منظومة التوجيه التربوي و تجويد الخدمات التي تقدمها الأطر العاملة في هذا المجال تمشيا مع الإصلاحات التي يصبو إليها الميثاق الوطني للتربية و التكوين. و قد نتجت عن ذلك نصوص تنظيمية لمجال التوجيه (المذكرة الإطار رقم 91 حول الإطار التنظيمي لمجال الاستشارة و التوجيه ـ 19 غشت 2005) تجعل البعد التربوي حاضرا في تخطيط و إعداد و إنجاز و تقويم مختلف الأنشطة المرتبطة بمجال الاستشارة و التوجيه...
2 – التوجيه و الحياة المدرسية:
لتجويد خدمات الاستشارة و التوجيه التربوي صنفت النصوص المنظمة للمجال مختلف البنيات الفاعلة فيه إلى بنيات خدماتية و بنيات تأطيرية و بنيات إدارية منها ما يتعامل معه التلميذ مباشرة و منها ما له انعكاس غير مباشر. سنشير إلى مهام هذه البنيات و خصوصا منها تلك المرتبطة مباشرة بالحياة المدرسية للتلميذ :
2.1 ـ البنيات الخدماتية:
2.1.1 – القطاعات المدرسية للاستشارة و التوجيه:
تتكون القطاعات المدرسية من مؤسستين أو أكثر( المعدل على الصعيد الوطني هو 02 مؤسسات بكل قطاع )
و هي البنيات الأساسية التي توفر للتلاميذ و أوليائهم، ابتداء من السنة الثانية ثانوي إعدادي إلى حدود السنة الأخيرة من التعليم الثانوي التأهيلي، خدمات مباشرة في مجال الاستشارة و التوجيه حيث يعمل بها مستشارون أو مفتشون في التوجيه التربوي، بتنسيق مع مختلف الفاعلين التربويين، و يقومون بتسطير برامج عمل تتضمن الأعمال التالية:
ـ إنجاز حملات إعلامية لفائدة التلاميذ و الآباء حول المسالك الدراسية بالثانوي التأهيلي و بالتعليم العالي و حول مسالك التكوين المهني و تتم هذه الأخيرة بتنسيق مع المستشارين في التوجيه التابعين للتكوين المهني،
ـ مساعدة التلاميذ على التعرف على المهن و سوق الشغل،
ـ المساهمة في تنظيم تظاهرات و منتديات و ملتقيات إعلامية و زيارات و أبواب مفتوحة لمؤسسات التربية
و التكوين و وحدات الانتاج،
ـ القيام بمقابلات فردية و جماعية مع التلاميذ الراغبين في بناء مشاريعهم الشخصية،
ـ استثمار المعطيات و المساهمة في رصد و تشخيص تعثرات التلاميذ قصد مساعدتهم على تجاوزها،
ـ المساهمة في إعداد استراتيجية للدعم التربوي إلى جانب الفرقاء الآخرين،
ـ المشاركة في جميع المجالس ( مجلس التدبير ، مجلس التوجيه...)،
هذه بعض المهام التي يقوم بها أطر التوجيه بالمؤسسات التعليمية (أنظر المذكرة 91 للإطلاع على كل المهام بالتفصيل) و التي لها انعكاس إيجابي نسبي على الحياة المدرسية للتلاميذ بحيث توفر لهم دعما في مشوارهم الدراسي و تسهل الصعوبات التي يمكن أن تعترضهم في اختيار المسالك الدراسية و البناء الجزئي لمشاريعهم الشخصية رغم عدم توفر الإمكانيات ( الأدوات السيكوتقنية و التربوية ) التي تخول لأطر التوجيه التربوي القيام بذلك على أحسن وجه و رغم ارتفاع معدل المستهدفين بخدمات الاستشارة و التوجيه بالنسبة لكل إطار يعمل بقطاع مدرسي كما تبين ذلك الإحصائيات المضمنة في "مقترح الإشكالية" الذي اعتمد في تأطير أشغال الورشات الثلاث التي ساهمت في أشغال المناظرة الوطنية المذكورة أعلاه ( المعدل الوطني بالنسبة لعدد الأقسام هو 23 قسم لكل إطار و المعدل الوطني لعدد التلاميذ بالقطاع المدرسي هو 2283 تلميذ) . سيتم إنجاز و تعميم الأدوات الضرورية ( الأدوات السيكوتقنية
و التربوية ) في أفق سنة 2010 كما هو منصوص عليه في الوثائق التي تم تقديمها خلال المناظرة الوطنية حول تطوير وظائف و آليات الاستشارة و التوجيه. في انتظار توفر الظروف الملائمة، يجب أن تحتضن المدرسة كل البرامج الهادفة إلى تجويد خدمات الاستشارة و التوجيه و تساعد على إنجازها من خلال إعداد الظروف و المناخ الملائمين و إشراك كل الفرقاء الذين بإمكانهم أن يساهموا في بلورتها، كما جاء في المادة 101 من الميثاق الوطني للتربية و التكوين: " يتم تعيين مستشار في التوجيه واحد على الأقل على صعيد كل شبكة محلية للتربية و التكوين، في مرحلة لاحقة على صعيد كل مؤسسة للتعليم الثانوي، و يتوفر المستشار على مكان للعمل مزود بالأدوات الملائمة كما يستفيد من التكوين المستمر..."
2.1.2 ـ مراكز الاستشارة و التوجيه:
بالإضافة إلى الخدمات التي يستفيد منها التلميذ في مجال الاستشارة و التوجيه، داخل فضاء المؤسسة يستفيد كذلك من الخدمات التي تقدمها مراكز الاستشارة و التوجيه (عددها 57 مركزا موزعة على جهات المملكة مكنت من تغطية 82 % من مجموع نيابات وزارة التربية الوطنية ). هذه البنيات عبارة عن فضاءات مفتوحة خارج المؤسسة التعليمية لاستقبال التلاميذ و أوليائهم و تقديم خدمات الاستشارة في التوجيه لهم من طرف أطر متخصصة. من بين المهام المنوطة بها ندرج ما يلي:
ـ تقديم خدمات الاستشارة و التوجيه للوافدين على المركز،
ـ الإشراف على تنظيم ملتقيات و منتديات تهم الإعلام المدرسي و المهني،
ـ الإشراف على عمليات التوجيه و تغيير التوجيه بالتعليم الخصوصي،
ـ تزويد الأطر العاملة بالقطاعات بالوثائق و الدعائم الإعلامية،
ـ التنسيق مع التعليم العالي و التكوين المهني...
هذه بعض المهام التي تنعكس مباشرة على الحياة المدرسية للتلاميذ (للتعرف على باقي المهام أنظر المذكرة الإطار رقم 91) و هناك أخرى لها انعكاسات غير مباشرة لكن المهام كلها تصب في اتجاه تجويد خدمات الاستشارة
و التوجيه و الرفع من إمكانية استفادة التلاميذ منها.
2.1.3 – خلايا إنتاج وثائق الإعلام:
تقدم هذه البنيات خدمات تنعكس على الحياة المدرسية للتلاميذ حيث تنتج الوثائق و الدعائم الإعلامية التي تقرب منهم المعلومات التي يحتاجونها و التي تساعدهم على اتخاذ قرارات توجيههم و تمد بها مراكز الاستشارة و التوجيه و الأطر العاملة بالقطاعات المدرسية ليستعملونها خلال الحملات الإعلامية و المقابلات الفردية و الجماعية. للنجاح في مهمتها فهي تنظم عملها كالتالي ( المذكرة الإطار رقم 91):
ـ تحديد الفئات المستهدفة بخدمات الإعلام المرتبطة بمجال الاستشارة و التوجيه،
ـ البحث عن المعلومات التي تستجيب لحاجيات المستهدفين و معالجتها و تحيينها،
ـ تكوين قاعدة معطيات و رصيد وثائقي يتعلق بمجال عملها،
ـ إنتاج وثائق تلائم المستهدفين من خدماتها...
2.2 – البنيات الإدارية:
تتمثل في المصالح المركزية و الجهوية و الإقليمية و أقربها للحياة المدرسية للتلاميذ مكتب الإعلام و التوجيه
و المنح الذي تتوفر عليه جميع النيابات و الذي يقوم بما يلي ( المذكرة الإطار رقم 91):
ـ التنظيم الإداري لجميع العمليات المرتبطة بمجال الاستشارة و التوجيه و تدبير مختلف الوثائق المتعلقة بها،
ـ ضبط و مراقبة الملفات المدرسية للتلاميذ و الإشراف على إرسالها إلى المؤسسات المستقبلة،
ـ الإشراف على مختلف الإجراءات الإدارية المرتبطة بالالتحاق بمؤسسات التعليم العمومي،
ـ التدبير الإداري للمنح،
ـ مراقبة الشواهد المدرسية المسلمة من طرف مؤسسات التعليم العمومي بالإقليم و تسليم شواهد التوجيه عند الاقتضاء،
ـ المساهمة في تنظيم الدخول المدرسي...
2.3 – البنيات التأطيرية:
تتمثل في المنسقيات المركزية و الجهوية و مناطق التفتيش سنشير إليها بإيجاز شديد لأنها كلها لا ترتبط بالتلميذ مباشرة لكن لها انعكاس على الحياة المدرسية لأن من بين مهامها ما يلي ( المذكرة الإطار رقم 91):
ـ تأطير الأطر العاملة في مجال الاستشارة و التوجيه و تتبع و تنسيق أعمالها و تأطير و تكوين الأطر الإدارية...
ـ مراقبة مدى تطبيق النصوص التشريعية و الإجراءات المتخذة في مجال التمدرس و التوجيه التربوي...
ـ تتبع المردودية داخل المؤسسات التعليمية اعتمادا على مؤشرات علمية، و المساهمة في الرفع منها،
ـ مراقبة وضبط جميع الوثائق المتعلقة بالتمدرس و التوجيه و تقديم اقتراحات في شأنها...
3 – مساطر التوجيه و إعادة التوجيه:
يتعلق الأمر بمساطر التوجيه المدرسي و المهني و إعادة التوجيه و هي تستهدف تلاميذ السنة الثالثة ثانوي إعدادي و تلاميذ الجذوع المشتركة و تلاميذ السنة الأولى بكالوريا و تعتمد للتداول في شأن توجيه و إعادة توجيه التلاميذ خلال اجتماع لجن الاختيار الأولي التي تنعقد بمؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي و مجالس التوجيه التي تنعقد بالثانويات الإعدادية بالنسبة لمستوى الثالثة ثانوي إعدادي و بالثانويات التأهيلية بالنسبة لمستويي الجذع المشترك و السنة الأولى من سلك البكالوريا. و تعتمد اللجان و المجالس في القيام بأعمالها على معايير محددة مسبقا ومعايير يحددها أعضاء المجالس و اللجان إذا ارتأوا أن ذلك ضروريا(أنظر المذكرة الإطار رقم 91).
أما بالنسبة للتوجيه إلى مسالك التكوين المهني فإنه يخضع لمضامين الدورية الوزارية المشتركة بين قطاعي التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر و البحث العلمي و التكوين المهني.
4 – مقترحات:
أتت المناظرة الوطنية حول تطوير آليات الاستشارة و التوجيه لتطور الممارسات المعروفة في مجال الإعلام
و التوجيه التي لم تعد تساير ما يتطلبه تطوير منظومة التربية و التكوين من تحديث فأسست، من خلال النصوص التنظيمية المنبثقة عنها، لمنظور جديد لمفهومي الاستشارة و التوجيه.
لتحقيق التغيير المنشود على أرض الواقع علينا أن ننجز ما يلي:
ـ دعم أولوية التوجيه و خصوصا في إطار مشاريع المؤسسات التعليمية و التكوينية ليصبح محط اهتمام
و مشاركة الجميع: آباء و مدرسين وإداريين و مستشارين في التوجيه و مفتشين و شركاء...
ـ توفير جميع الإمكانات المادية و الظروف المعنوية الكفيلة بتيسير المأمورية الصعبة التي تناط بتلامذتنا عندما يتعلق الأمر بمسألة الاختيار و التوجيه،
ـ العمل بمقاربة تربوية من خلال إعداد و توفير الأدوات السيكوتقنية و التربوية و وضعها رهن إشارة الأطر العاملة في المجال خصوصا و الطاقم التربوي و الإداري عموما،
ـ تسطير برامج عمل تدخل في سياق مساعدة التلاميذ على تحقيق مشاريعهم الشخصية في إطار مشروع المؤسسة رغم الصعوبات و المعيقات التي يمكن أن تعترض ذلك،
ـ دعم عمل خلايا إنتاج وثائق الإعلام،
ـ دعم التنسيق الفعلي و العملي بين مؤسسات التعليم الثانوي و مؤسسات التعليم العالي و التكوين المهني
و أجرأته ليخفف من الضغط الذي يعاني منه التلميذ خلال السنة النهائية من التعليم الثانوي نظرا لانشغاله بالتحصيل
و الامتحانات أكثر من التفكير في الاختيار و التوجيه،
ـ إحداث حيز داخل المكتبة المدرسية و تزويده بجميع الوثائق و الدعائم الإعلامية الضرورية التي تساعد على الإجابة على تساؤلات التلاميذ،
ـ إشراك التلاميذ من خلال ممثليهم في تسطير برامج الأنشطة و خصوصا ما يرتبط منها بمجال التوجيه
و تكوينهم كي يحسنوا التعامل مع الوثائق الإعلامية و استغلالها،
ـ تفعيل التكوين المستمر بالنسبة لأطر الإدارة و الأساتذة و أطر التوجيه،
ـ دعم استعمال الأنترنيت، داخل المؤسسة التعليمية، للإعلام و الاستعلام حول المسائل المتعلقة بالتوجيه،
ـ تيسير الالتحاق بالتكوين المهني للراغبين في ذلك و للذين لم يتأت لهم النجاح في دراستهم مع خلق جسور بين التكوين المهني و المدرسة...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة:
الإحصائيات المدرجة ترجع إلى سنة 2003 / 2004
من إعـداد المفتش في التوجيه التربوي:
مصطفى شـركي [right]
مواضيع مماثلة
» التكوين المستمر لهيئة التوجيه التربوي الدواعي و الانتظارات
» التوجيه التربوي
» برنامج التكوين المستمر الخاص بمادة التربية البدنية و الرياضية لموسم 2009 massif med
» أي إستراتيجية للتأطير و التكوين ؟
» دور الشباب اعداد محمد مصيف فضاءات للمعرفة و التكوين و التفتح
» التوجيه التربوي
» برنامج التكوين المستمر الخاص بمادة التربية البدنية و الرياضية لموسم 2009 massif med
» أي إستراتيجية للتأطير و التكوين ؟
» دور الشباب اعداد محمد مصيف فضاءات للمعرفة و التكوين و التفتح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى