ASCJTISSEM38 جمعية اطارات الشباب البيداغوجية
اهــــــــلا ومرحبا بكم ...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ASCJTISSEM38 جمعية اطارات الشباب البيداغوجية
اهــــــــلا ومرحبا بكم ...
ASCJTISSEM38 جمعية اطارات الشباب البيداغوجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صفات المربي المسلم

اذهب الى الأسفل

صفات المربي المسلم Empty صفات المربي المسلم

مُساهمة  Admin الجمعة فبراير 22, 2013 12:30 pm

صفات المربي المسلم..
سم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على محمد نبينا وقائدنا وقدوتنا، وعلى آله و صحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

أبدا في الإجابة على الأسئلة التي طرحوها علي راجياً أن يكون فيها ما يفيد القارئ، ومن الله المعونة والتوفيق .

السؤال الأول:

في بداية حوارنا هذا فضيلة الشيخ إن الله جل جلالة ذكر أن من أهم وظائف الرسول صلى الله علية وسلم والرسل أجمعين تعليم الناس الكتاب والحكمة وتزكية الناس وتنقية نفوسهم وتطهيرها بقوله تعالى (( ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم )) البقرة 129 .

ولذلك يقال المربي الأول عن النبي صلى الله علية وسلم فهذا دليل على أن التربية من أعظم الأعمال والقربات فنريد منك تسليط الضوء على هذه القضية .

1- مما لا شك فيه أن الرسل عليهم السلام هم أول من نهض من البشر بتربية البشر بل إن هذه هي المهمة الأساسية التي اختارهم الله لها، وبها بعثهم، وقد بدأ الله بإعداد الرسل لهذه الرسالة العظيمة ، فهو الذي رباهم وهيأ نفوسهم الطاهرة لتلقي فيوض النور الإلهي، ومازالت رسل الله من الملائكة تتردد بينه سبحانه وتعالى وبين هذه الفئة المختارة من بني آدم، حتى بلغت قلوب الأنبياء وأحوالهم الغاية القصوى التي يمكن أن يبلغها البشر، حتى إذا صفت القلوب، وزكت النفوس وتطهرت الأخلاق، وامتزجت بالنور الإلهي، وصار الرسول هو الرسالة ذاتها تتحرك على الأرض ، كما وصفت عائشة رضي الله عنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأنهSad كان خلقة القرآن) وهكذا كل نبي كان خلقه رسالته يتمثلها في حركاته وسكناته وجميع شأنه، عند هذه المرحلة من حياة الرسل عليهم الصلاة والسلام ابتدأت مهمتهم الكبرى في هداية الناس وتربيتهم على الهدى، فهدى الله من شاء من عبادة ( والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) وخرجت أمم هاديه مهديه حتى كانت خاتمتها والشاهدة عليها أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي قال الله فيها: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..) وهكذا حملت عن الرسول رسالته، وتبعت خطواته ونقلتها إلى العالمين .

السؤال الثاني:

المربي الناجح هو الذي يكون قدوه في نفسه قبل أن يقوم بتربية الغير، ولكن يشكل على البعض فيقول: أنا ما زلت بحاجة إلى تربية نفسي فكيف أستطيع تربية غيري فما تعليقك على ذلك ؟

2- لقد قطع إبليس اللعين على نفسه عهداً أن يفسد على الأنبياء تربيتهم، وأن يغوي أممهم ويعدهم ويمنيهم ويقعد لهم بكل طريق، وإن من إلقاءاته في النفوس، أن يثبطها عن النهوض برسالتها في الحياة ، وأن يقول لها الحق مُريداً به الباطل، فهذا القول الذي يتعلل به بعض الناس: إنني ما زلت بحاجة إلى تربية نفسي، وهو حق في ذاته ، فلا يزال الإنسان بحاجة إلى تربية نفسه ما دامت روحه في جسده، ولكن الباطل الذي قد يخالطه هو أن يجعل ذلك سبباً في ترك القيام برسالة التربية في الحياة بدلا من إن يجعل كل خطوة يخطوها في تربية نفسه، يقارنها خطوة أخرى توازيها تماما أو تقارنها، وهي تربية من تحت يده بما ربى به نفسه، وبهذا يراغم الشيطان ويرد كيده ووسوسته، وإنك غالبا لا تجد أحد يتعلل بهذا القول إلا قاعدا لا هو يربي نفسه ولا هو يربي غيره.

السؤال الثالث:

في كثير من المحاضن التربوية والتعليمية أصبحت مهمة المربي مهمة لكسب القوت فقط . ولم تعد مهمة الأنبياء والرسل، فما رأيك في هذا الموضوع؟

3- هذه إحدى سلبيات التعليم المعاصر، الذي جعل همّ المتعلم هو طلب الدنيا بالعلم بل بلغ الحال بالبعض أن يجعل الدين وعلم الشرع وسيله إلى تحصيل الدنيا : مالاً أو منصباً أو وجاهة، وقلّ التفات هؤلاء إلى دار الآخرة، ومعلوم أن من تعلم علماً مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا، لم يرح رائحة الجنة أو كما قال عليه الصلاة والسلام، ولذلك فإنه ينبغي مراجعة المقاصد والغايات، وتأسيس الأجيال على النظر إلى الدنيا بكل ما فيها على أنها وسيله وليست غاية وبالتالي يتوجه الهم إلى ماهو أبقى وأنفع فإن (ما عندكم ينفد وما عند الله باق ).

السؤال الرابع:

تربية النشء هي بناء للحياة وهي عملية الإصلاح المنشودة لذلك لابد أن يكون المربي على قدر من العلم والفهم، فلو بينت لنا الارتباط الوثيق بين التربية والعلم ؟

4- التربية والتعليم وجهان لعملة واحدة ، وإذا لم يكن التعليم وسيلة إلى التربية، فهو استكثار من الحجج على المتعلم، ولنا في عمل الصحابة رضوان الله عليهم مع القرآن ما يجلي لنا حقيقة الارتباط بين التربية والتعليم حيث كانوا يتلقون الآيات عشراً عشراً فيتعلمونها ويفقهون مراد الله منها، ثم يلتزمونها سلوكا وعملاً ودعوة، وحين تنفصل التربية عن التعليم يتمزق الإنسان بين ما يعلمه وما يعمله، ويحل الشقاء والضياع محل السعادة والاستقامة .

السؤال الخامس:

علو الهمة مطلبٌ وصفة رئيسيه في المربي، وذلك لأن العملية التربوية عملية شاقة وطويلة وكثير من المربين يفتر وينقطع في وسط الطريق. فما هي الطريقة المناسبة التي يمكن أن يكسب بها المربي علو الهمة والمتابعة وعدم الانقطاع؟

5- مما يوقع بعض المربين في الفتور تأخر الثمرة أو انعدامها، فيجد أنه يبذل جهداً ثم لا يجد الأثر الذي يرجوه، وربما وجد تفلتاً من المتربين، أو ينحرف بعضهم وينتكس بعد الإستقامه، فيقع في نفسه يأس أو قنوط من جدوى الاستمرار وتتآكل همته مع طول الطريق وبعد الشقة، وقله السالكين، وضعف الناصرين وأهم ما يجب أن يجعله المربي نصب عينه وهو يمارس التربية أن عمله لله أولاً وأخراً، فليس تكثير الأتباع أو رؤية الأنصار غاية في ذاته، وما دام عمله في مرضاة ربه فلا عليه أن حقق نتائج عاجله منظوره، بل الذي يهمه أنه قدم لنفسه حسنات وأعمال صالحة مذخورة .وأمر أخر عليه أن ينتبه له، وهو أن هداية الناس لا يملكها حتى رسل الله عليهم صلوات وسلامه، وأعني هداية القبول والاستجابة، والذي يملكه المربي هو هداية البيان والإرشاد، وهو الذي يبغي عليه أن يعمل عليه ويجتهد فيه، ناظراً إلى النتائج الأخروية وساعيا إليها بجهده فهذا بإذن الله مما يرفع همته ويدفعه إلى الاستمرار وتجنب الحور بعد الكور.

السؤال السادس:

هل يمكن أن يكون هناك مربياً ناجح دون أن يكون صاحب عبادة وقربة من الله أي صاحب إيمان وإخلاص ؟ كيف يكون ذلك ؟

6- من البدهي أن المربي إن لم تكن له حال حسنه مع الله ، لا يمكن أن تكون تربيته صالحه ولا راشدة فهل ينتظم سير السائرين على الطريق الموغل في الطول والوعورة ، وهم لا يملكون زاد هذا الطريق ؟ وإن القوانين المادية التي تجري في الحياة؟ تكاد تنطبق بذاتها على حياة البشر، وقد أمر الله بالتزود فقال تعالىSad وتزودا فإن خير الزاد التقوى ) وإذا كان المربي لا يربي المتربي على العبادة بمفهومها الشامل فعلام يربيهم إذن؟ وإذا كان رصيده من العبادة قليلاً فحريّ بالمتربي أن يكون بلا رصيد، وتلك حقيقة تغيب عن بعض المربين، أن ما يفعله في الخفاء تظهر أثاره في العلن بدون إرادة المربي ولا اختياره .

السؤال السابع:

هل للمنهج التربوي الذي يطرح على المربي دور كبير في إفادته ، أم أن قدرات المربي هي التي تميز دورة وعملة في إفادة المتربي ؟ فهلا وضحت لنا ذلك بشيء من التفصيل ؟

7- التربية مركب من مجوعة أجزاء، أو لنقل إنها ذات أركان، فالمربي ركن والمتربي، ركن أخر والمنهج التربوي ركن، وأسلوب التربية ركن، وبقدر ما تتكامل هذه الأركان، بقدر ما تكتمل العملية التربوية، فالمربي الناجح بلا منهج واضح كمن يخبط خبط عشواء في بيداء ذات رمال متحركة لا تستقر على حال فأنى له أن يبصر الطريق إلى غايته؟ وقد يكون المربي قادراً ومميزاً في ذاته وأسلوبه، ولكنه لا يملك منهجاً واضحاً، كمن يقف على مفترق طرق لا يعرف أيها الطريق القاصد الموصل، فهو يجرب هذا حيناً، ثم يعود ويدعه ليجرب غيره، ومعلوم أن سبيل الحق واحد لا يتعدد، أما سبل الانحراف والغواية فكثيرة لا تنحصر، يقول الله تعالىSad وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ).

وخلاصة الأمر أنه لا يغني شيء عن شيء فلا المربي قادراً على النجاح بلا منهج أو بمنهج منقوص، ولا المنهج يمكنه أن يصنع بمفرده إنساناً راشداً سوياً .

السؤال الثامن :

هناك صفات مهمة وأساسية للمربي فهل يمكن أن تجتمع في شخص واحد وإذ وجد بعضها وبعضها الأخر فهل يناسب أن يكون عضوا فاعلاً في العملية التربوية ؟

8- إن وجود الصفات الأساسية في المربي ليست مسألة هل تجتمع أو لا تجتمع؟ فإن اجتماعها شرط لازم لتحقيق التربية، وتبقى مسألة التفاوت في هذه الصفات واردة لأن الله لم يجعل الناس على مشرب واحد، والاختلاف طبع في البشر وسنه من سنن الحياة جعلها الله لمصلحة الحياة ذاتها، فأما أن تنعدم بعض الصفات بالكلية من المربي فذلك ما يجعل تربيتة شوهاء ناقصة ويحتاج الأمر في هذه الحالة إلى تدخل طرف ثالث، وهو المربي الذي توجد فيه الصفات الناقصة في سلفه وهذا حل ضرورة وليس هو الأصل .

السؤال التاسع:

هل هناك برامج متميزة في نظرك في عصرنا الحاضر مناسبة لإعداد المربي المسلم ؟

9- لا يخلو عصر من برامج متميزة صالحه في التربية وقد فتح الله في هذا العصر من الوسائل والأساليب والأدوات ما يجعل التربية أيسر تناولا، وأقرب منالا، فإذا طوعت هذه الوسائل للمنهج النبوي الأصيل أتت بثمرات يانعة وحين نوسع نظرتنا إلى التربية ووسائلها، يصبح كل عمل وممارسه في حياتنا مشروع تربيه، بدءاً بالصلاة، ومروراً بسائر العبادات، يصبح كل منها مشروع تربية، هذا فضلاً عن الأمور الحياتية العادية، فالقراءة مشروع، والصحبة والزمالة مشروع تربيه، والترفيه مشروع تربيه، والتدريب مشروع تربيه، والسفر والسياحة مشروع تربيه، وعلى هذا يكون القياس وكل ما نحتاجه أن نجعل التربية هماً وقضيهً ذات أولوية في حياتنا .

السؤال العاشر:

الاستعجال على المربي في مرحلة الإعداد نظرا للحاجة الماسة لأكبر عدد من المربين تُفقد المتربي الشيء الكثير فما رأيكم ؟ وما الحل في مثل هذه الظروف ؟

10- كان في قطاع التعليم عند بداية نشأته ما يُعرف بـ(معلم الضرورة) فكان يختار مُعلمون لم يحصلوا على أدنى تأهيل تربوي، وهنا نقول إننا بهذا نُخرج مربي الضرورة وهذا يعني أن النتائج ستكون فجة، ولعلي أشرت سابقاً أن (الجودة مقياس نجاح التربية) وأما (الكثرة) فلم تكن يوماً دليل نجاح، فأن نخرج عشرة متربين تربية صالة، خير من أن نخرج مائه لم تنضج تربيتهم ، وكثير ما كانت هذه الحالة سبباً في هدم بنيان التربية من أساسه، فأما إن ابتلينا بهذا الواقع فلنقدم ( التدريب على رأس العمل)أي فلنتابع تربية المربي، حتى لا ينتقص حظه من التربية فينعدم نصيب المتربين .

السؤال الحادي عشر:

حينما يرى المتربي بعض الملاحظات والمخالفات على المربي تسبب له ازدواجية وعدم قناعة بما يقوله له المربي فتكون هذه سلبية وتفقد العملية التربوية ثمرتها فما قولك ؟

11- في بدا مرحله التربية يقع أن يتعلق بشخص المربي، وربما أضفى على المربي هاله من القداسة والمثالية، تجعله منزهاً عن أي خطأ، مبرأً من كل عيب، وبالتالي فإذا رأى منه ما يخالف هذه الصورة التي رسمها، وقع في الحيرة والاضطراب ولكن مع تقدم المتربي في سلم التربية، يبدأ تعلقه بالمنهج أولاً وأخراً، وبالتالي تقل أو تنعدم استجابته السلبية لما يقع من المربي من أخطاء، ويتجاوز المسألة الشخصية إلى المسألة الموضوعية، وهذه حاله سليمة نرجو أن يبلغها كل متربي ، حتى تقل الآثار السيئة الناجمة عن التعلق الغير الواعي بالأشخاص والذوات .

السؤال الثاني عشر:

المربي لابد أن يكون حريص على تطوير نفسه وبنا ذاته لكن الواقع يخالف ذلك وهو انشغال المربي بكثير من الأعمال فيجد نفسه بعد فترة في مرحلة ضعف وإذا بمن حوله قد تجاوزوه فتسبب له مشكله داخلية فيبدأ بالتخلي عن كثير من أعماله وربما مبادؤه فكيف يستطيع المربي تجاوز ذلك ؟

12- (إن لنفسك عليك حقاً ، ولربك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حقاً حقه) وهاهنا درس تربوي نبوي عظيم، فإذا نسي المربي حق نفسه، في زحمه الشغل، فقد أساء وظلم وتعدى، وإهدار حق النفس لا يقل عن إهدار حق الغير، وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم حقا، وغمط الحق ، جريمة فعلى المربي أن يتعاهد نفسه بما يصلحها ويحافظ عليها صاعدة أبداً، فليس في ديننا توقف عند نقطه معينه وإنما هو التقدم دائماً، أوالتأخر والحور بعد الكور (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر)، والمسلم لا يرضى لنفسه بالتأخر والنكوص .

السؤال الثالث عشر:

نلاحظ أن بعض المربين المخلصين يبذلون الكثير: الكثير ولا يعرفون ولا يشتهرون وغيرهم ببعض الأعمال البسيطة والتي فيها خير يصبح لهم شهرة ومكانه فما السبب في ذلك ؟

13- الشهرة ليست مطلباً للمربي المخلص، بل إنها قد تكون ضرراً عليه ،ولذلك يحرص كثير من المربين الخلص على أن لا يوطأ عقبه، وألا يشتهر بين الناس، ليبقى عمله نقياً من شوائب العجب الذي هلك بسببه كثيرون، والأتباع كثيراً ما يفتتنون بمتبوعهم، ويفتتن هو بهم، وكما قال: الفاروق رضي الله عنه( إنها فتنة المتبوع وذله التابع) وهذا أولاً ، وأما أخراً فإن السبب بين حالة وأخرى مختلف فليس كل سبب حصله به اشتهار المربي يصلح أن يكون سبباً لا شتهار كل مرب، ولا كل خمول ذكر لمربي يمكن أن يكون هو عينه سبب خمول ذكرمرب أخر، ولكن في كثير من الأحيان يكون المتربون هم سبب لاشتهار أو عدمه، وكما قيل الليث أفقيه من مالك، ولكن مالك نهض به طلابه على أن هناك أسباباً أخرى، كان يكون المربي وحيداً في منطقته ليس له منافسون فيشتهر بذلك، أو أن يكون متميزاً في تربيته ذا مواقف تربويه مشهودة محضوره ترفع من شأنه، وتذيع ذكره بين الناس، والإخلاص لله عز وجل هو مالك ذلك كله، فمتى كان المربي مريضاً عند ربه، سائرعلى الجادة لم يعنه في قليل أو كثير أن يشتهر أو يخمل0

السؤال الرابع عشر:

دليل نجاح المربي تتضح من قدراته على معرفته شخصية المتربي ومعرفة احتياجاته وهذا يدل على إطلاع المربي على بعض العلوم الأخرى مثل علم النفس وعلم الاجتماع ، وبالمقابل نجد بعض المربين أحيانا يجتهدون ويتخذون عامل البركة في عملية التربية فهل هذا صحيح ؟

14- البراعة في التربية منها ما هو فطري يعتمد على تكوين المربي النفسي والعقلي وحتى الجسماني أحياناً، وما وهبه الله من الفطنة والقدرة على التفرس، والتوسم والاستشراف للمستقبل، وتصقل هذه البراعة وتنمي بطريقتين :

أولها : حسن الصلة بالله، واستمداد التوفيق والتسديد منه، ولزوم عتبة العبودية والخضوع لبارئه، والإلحاح والدعاء وطلب التوفيق وإنارة البصيرة، وتصويب القول والعمل، فكم من ذكي بارع ولكنه مقطوع الصلة مع خالقه يعود ذكاؤه وبراعته وبالاً عليه.

إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده

ثانيا: القراءة والاطلاع، ومخالطه الكبراء من أهل العلم والفضل، والاطلاع على تجارب السابقين، والاستفادة منها، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها ، ولكن لابد من وقفه مع علوم النفس والاجتماع والتربية ، إذ أن كثيراً منها صيغ صياغة ماديه بحته بعيده عن الهدى الرباني، ومن ثم تعاملت مع هذا الإنسان كما تتعامل مع المادة، أي مع شقه الجسماني، فقط وجاءت نظريا علم الاجتماع مثلاً ماديه بحته، فصلت هذا الشق الجسماني عن شقه الروحاني، بل وألغت هذا الجانب الروحاني فغلب على كثير منها الإلحاد والوثنية، ومن هنا فإنه لابد من إعادة إنشاء - ولا أقول ترميم - هذا العلوم على أسس إسلاميه صحيحة تنظر إلى هذا الإنسان على أنه قبضه من طين الأرض، ونفخة من روح الله، وإلى أن يتم ذلك فإن هذا العلوم تؤخذ بحذر وتمحيص شديدين، حتى لا يقع الإنسان عندنا فيما وقع فيه الإنسان عند غيرنا نتيجة تلك العلوم التي بنيت على أنقاض الكنيسة البائدة، واستخرجت نظرياتها من بين ركام الوثنيات الهالكة، وبعد هذا فإن عامل البركة المشار إليه في السؤال مطلب مهم نسأل الله تعالى أن يبارك في أعمالنا وأعمارنا وأوقاتنا وجميع أمورنا .

السؤال الخامس عشر:

هل يكفي أن يكون الشخص صاحب خير وصلاح واستقامة لأن يكون مربي ؟

15- التربية ذات جوانب وروافد متعددة، يجب أن تتكامل هذه الروافد جميعها لتكون نهراً ثراً بالعطاء، نابضاً بالحياة ، ومفهوم الخير والصلاح مفهوم يمكن أن يتسع أو يضيق بحسب نظرتنا وتفسيرنا له، فحين نأخذه بالمعنى المثالي له فهوا ينتظم جميع جوانب الاستقامة والتأثير، أي أنه بهذا المفهوم الشامل يكفي لأن يكون الإنسان مربياً وقد اجتمعت فيه شرائط التربية وصفات المربي ولكن حين ننظر إليه نظرة تضيق مفهومه وتحصره فيما تعارف عليه الناس من معنى محدود للصلاح الإستقامه وهو مفهوم قاصر بلا ريب فإنه يجعل صاحبه صالحاً لان يكون مربياً في هذا الجانب وحدة، وبالتالي تكون تربية من هذه حاله تربية ناقصة منقوصة .

السؤال السادس عشر:

أحيانا في عملية الأنتقاء للمتربين الذين يسعى المربي إفادتهم يكون هناك نوع من البحث عن الشخصية الهادئة المطيعة بحجة انضباطها دون النظر للأمور الأخرى في شخصيته فهل هذا واقع وكيف الحل إذاً؟

16- الهدوء ليس هو الصفة الرئيسية التي تؤخذ في الاعتبار عن دراسة حاله المتربي فهو مطلب مفيد أحياناً وضاراً أحياناً إذا قاد إلى الركود والسلبية وضعف المبادرة وكثيراً ما يكون ذلك ، على أن الشخصية المتقدة الباحثة الفاحصة هي في الغالب الأعمم أنفع من الشخصية الراكدة والمسألة في هذا وذاك نسبيه لا تخضع القانون حيثما لا يختلف على أني أتحفظ على التربية الانتقائيه إذ أرى أن تستهدف التربية كل إنسان وبعد ذلك يدرج في مدارجها ، ويرتقي في معارجها كل أحد بحسبه، وقد جعل الله الجنة درجات، ينزل العبد منها بحسب مبلغه من العلم والعمل ،وقبوله لغيث التزكية والهدى وانتفاعه به.

السؤال السابع عشر:

تربية النجباء والفاعلين والأذكياء تكون صعبة أحيانا لذلك تجد بعض المربين حينما لا يستطيع استيعاب هذا المتربي يلقي بسيل من الملاحظات والأخطاء عليه وهذا ليس من الإنصاف مما يؤدي إلى خسارة كثير من المتميزين بحجج واهية فما تعليقك ؟

17- هذه مما يسمى بالحيل النفسية، التي يبرر بها البعض عجزه وتصوره، ولو أنصف هذا المربي لنسب العجز إلى نفسه، واعترف بفشله في استيعاب

هذا النجيب، وأحاله على من هو أقرر منه ((ومن أحيل على مليء فليحتل))وليس من العيب أن يقر الإنسان بضعفه وعجزة، ولا يستحق تثريباً على ذلك، بل هو أجدر بالتكريم والإشادة، لأنه بعد عن المغالطة، ونأى عن الظلم ولم يجمع على نفسه مغبة القصور وجريرة الظلم، وشنآن من لا يستحق الشنآن .

السؤال الثامن عشر:

هل هناك مراجعة دائمة ومستمرة للبناء التربوي في وجهة نظرك ؟

18- أحسب أن هذا واجب شرعي، على كل من تصدى للتربية أن يتعاطاه، فإذا كان الإيمان يخلق في جوف العبد، فما بالك بالوسائل والأساليب، التي هي بحاجة دائمة إلى مراجعة وتجديد، بحسب ما يستجد من أحوال، وما يتهيأ للمربي من مسالك لم تكون معروفه له من قبل، والنبي صلى الله عليه وسلم قال ذات مرة (لو استقبلت من أمري ما استدبرت) فعلى المربي أن يكون دائما في حالة مراجعه ورصد، وإذا كان الذي يتصدى للتربية جهة أو فئة، فالمراجعة في حقها واجب، حتى لا يكون البناء هشاً، والصنف مدخولاً ، وحتى ينتفي الخبيث، ويصفو المعدن، ويكون كل سالك أشبه باللبنة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم، في معرض حديثه عن تكامل عمل النبيين عليهم الصلاة والسلام. حيث يقولSad مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنه فيه، فجعل الناس يطوفون به ويقولون هلاّ وضعت تلك اللبنة فأنا تلك اللبنة ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام وإذا كانت اللبنة شوهاء فإنها تشوه البناء كله، وتصرف إعجاب الناس والتفاهم حول البناء إلى غيره .

السؤال التاسع عشر:

نصيحتك للمربين في هذا الوقت حفظك الله وجزاك خيراً

19- وأخيرا فإني أنصح نفسي وكل من تصل إليه كلماتي هذه، أن نتقي الله جميعاً في النهوض بما أوجب الله علينا من هداية الناس ودعوتهم، وأن نتقي الله فيما نقدم لهم من مادة علمية أو تربويه، بأن تكون مستقاة من الكتاب والسنة، وعلى نهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأئمة الهدى في كل عصر، وألا ينحرفوا بهم عن سواء السبيل، فإن المتربي متعلق برقبة المربي إن هو حاد به عن الطريق، أو غشه في النصيحة ،( فمن مات وهو غاش لرعيته لم يرح رائحة الجنة) واسأل
************************************************
المصدر : موقع بناء الأجيال
Admin
Admin
رئيس الجمعية

المساهمات : 249
تاريخ التسجيل : 10/01/2013

https://ascjtiss38.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى