التقويم والتوثيق والتغذية الراجعة لبرامج النشاط

مقدمة :ـ أن التطور الفعال لأي مشروع برنامج تربوي يستدعي ثلاث خطوات مرتبطة ببعضها البعض وهي :
(1) التخطيط (2) تنفيذ الخطة (3) تقدير النتائج ( التقويم)
ولكن الكثير من الباحثين والعلماء يقفون عند الخطوتين الأوليتين ولايتعدونهما إلى الخطوة الثالثة ولكن بعد أن اتضحت أهمية التقويم في عالم التربية بصفة عامة وعالم النشاط بصفة خاصة لما له من أهمية في تغذية مستمرة وتلافي السلبيات وإيجاد البدائل والحلول وتعزيز جوانب القوة ولقد أصبح التقويم معترفاً به كجزء مكمل للمنضومة التربوية ولا انفصام له عن التلقين المجدي وإذا كانت مؤسسات الشباب : دار الشباب – بيت الشباب – مركب جواري - ..الخ , تشكل جزءً هاماً من البرنامج التربوي الكلي فيترتب على ذلك أن تقدير الحصيلة وتقويم النتائج لها نفس الأهمية هنا مثلما هي في التاريخ أو العلم . والتقويم سبيل موصول وعملية مستمرة ولا نستطيع إنجازه أو الانتهاء من أمره بعمل اختبار معجّل أو مؤجل ولكن الذي نحتاج إليه هو استقصاء التغييرات التي تحدث عند الشباب على فترات متباينة وأيضا رصد نقاط السلب وتلافيها وتعزيز الجانب الإيجابي والاستفادة منها استفادة فورية أثناء الممارسة أو فائدة مؤجلة عند إعادة التخطيط للبرنامج أو البرامج الأخرى . ومن السائد عند علماء التربية أن التقويم يشكل طور هام من أطوار التعليم الاّ أنه لم يجد طريقه إلى التطبيق الصحيح في مناشطنا ويلزم أن نشير في هذا الصدد إلى أن التقويم شيء أكثر بكثير من القياس وهو ميدان كبير قابل للتطور والتوسع مع ما نعيشه اليوم من تقدم تقني وثورة معلوماتية هائلة وما يسمى اليوم بـ (عولمة الحياة)
• تعريف التقويم:ـ: عرّف علماء التربية بصفة خاصة أن التقويم هو عملية ملازمة للعمل المقوم لقياس مستوى أهدافه وخطوات التنفيذ ورصد مواطن القوة وتعزيزها ورصد مواطن الضعف وتلافيها وإيجاد البديل لها . وهناك فرق بين التقييم والتقويم فالتقييم هو جزئية من التقويم وهو إعطاء قيمة وإصدار حكم على عمل ما بينما التقويم كما ذكرنا هو لرصد وملاحظة العمل المقوم من جميع جوانبه والمساعدة على تطويره وتجاوز الصعوبات التي تواجهه ويحوي أدوات ومعايير لقياس جوانب التنفيذ ومقدار تحقق الأهداف وتحسين وتطوير العمل المقوم .
• وظائف التقويم:ـ أ ) تقويم وتطوير النشاط المراد ممارسته. ب ) تحقيق الأهداف التربوية للمنشط .
ج ) تحفيز الممارس للنشاط على نقد نفسه أثناء ممارسة النشاط. د ) تحفيز هئية الأشراف على المنشط لتطوير البرنامج أو النشاط لتحقيق أهدافه بصورة فعالة مع المساعدة في الحلول وإيجاد البدائل للصعوبات والعوائق وتعزيز مواطن القوة
• مبادئ أساسية لعملية التقويم:ـ : كثير من المقومين يفهمون عملية التقويم فهماً خاطئاً فبعضهم يعتقد أنه مجرد إصدار حكم أو إعطاء الشيء المقوم قيمة فقط ولكن التقويم هو ماتم تعريفه آنفا وهناك مبادئ أساسية ملازمة لعملية التقويم وإذا أريد التقويم فيجب على المقوم أن يراعي مبادئ أساسية يمكن أن نجملها فيما يـــلي:ـ
أ ) أن الهدف الرئيسي للتقويم هو إنماء لممارسة العمل أو النشاط وليس إصدار حكم على الممارسة فقط . ب) أن التقويم يجب أن يكون مراعياً للأهداف التي وضعت للمنشط . ج) أن التقويم ما هو إلا عملية مستمرة وملاصقة لممارسة النشاط . د ) يجب أن يقوم التقويم على أساس كمي وكيفي ولا يقتصر على أحدهما . و ) من أساسيات التقويم أن تستعمل النتائج للتقويم في التعديل والتحسين للبرنامج. ز )إشراك المنشط المنفذ للنشاط في جميع مراحل التقويم.
ح ) يجب إشراك المنخرطين الشباب حتى اولياءهم اذا امكن اعضاء المجالس البداغوجية , في عملية التقويم وذلك لكسب الخبرات الخارجية ولاستقطاب المجتمع المدني رعاية ودعم المعامل والو رشات عبر مؤسسات الشباب المختلفة. ط) يجب مراعاة قدرات الشباب الممارسين للنشاط ومستواهم التعليمي .
• أنواع التقويم:ـ أ ) التقويم المرحلي وهو الذي يرتبط بمرحلة أو مراحل معينة.ب) التقويم المستمر وهو الذي يلازم المنشط من البداية إلى النهائية . ج) التقويم النهائي وهو الذي يعطي انطباعاً نهائياً عند نهاية النشاط.
• الهدف من التقويم:ـ عند إعداد المقوم لبرنامج تقويمي يسير جنباً إلى جنب مع خطوات التنفيذ للمنشط عليه.أن يلاحظ أن البرنامج يجب أن يحقق الأهداف التالية :ـ أ‌) معرفة مالدى الممارسين للنشاط من معلومات وفهم حول النشاط الذي يمارسونه. ب) أن يلاحظ المقوم الصعاب التي من الممكن أن تقابل الممارسين للنشاط فرداً أوجماعة وتدوين تلك الصعاب وإيجاد الحلول والبدائل لها مباشرة. ج ) أن يشخص المقوم عوامل القوة والضعف في كل جزئية من النشاط واقتراح الحلول المختلفة لعلاج مواطن الضعف وتعزيز جوانب القوة وذلك ما يسمى بالتغذية الراجعة د) أن يشجع المقوم الممارسين على ممارسة وتعلم طرق القياس لإنجازاتهم مع تعريفهم بمدى ما حققوا من نجاح . هـ) أن يساعد المقوم الممارسين على اكتساب اتجاهات ومهارات في تقويم أنفسهم . و ) أن يساعد المقومين على توجيه أنفسهم لممارسة النشاط بطريقة إيجابية وذلك بعد اكتشاف جوانب الضعف وتجاوزها بالبدائل القوية والإيجابية . ز ) أن يكون التقويم وسيلة لتعليم المقومين كيفية نقد الذات والأفكار الخاصة بهم. ح ) أن يتعرف المقوم على تأثير البرنامج أو المنشط على الشباب او المخرطين ومدى ما حقق من الأهداف المرسومة له. ط ) جمع المعلومات عن المميزين والموهوبين لرعايتهم ببرامج أكثر حيوية ومناسبة لقدراتهم. ي ) جمع المعلومات عن المميزين لتقديمها إلى إدارة المؤسسة او المديرية للتكريم والرعاية المستقبلية.
جوانب أساسية لتحقيق التقويم لأهدافه:ـ (1) تحويل أداء الشباب وممارساتهم خلال حصص النشاط إلى قيمة رقمية وفق بنود التقويم المحدد من خلال:ـ (أ‌) التعرف على درجة تفاعل الشباب مع النشاطات الممارسة. (ب‌) مقدار تحقق الأهداف. (ج‌) طريقة التنفيذ للبرامج. (د) إتقان المنخرطين الشباب و المنشط او المربي للمهارات الجديدة ودرجة الإتقان ونمو الخبرة.الملاحظة الدقيقة والأشراف المباشر لكل منشط او المربي أو مجموعة عمل مطلب أساسي للتعرف على إنجاز كل منهم وجهده في كل حصة نشاط بحيث يستطيع المقوم تقدير جهد الشاب او المنشط او المربي من خلال:ـ (أ) تنفيذه للدور المسند إليه . (ب) تنوع التنفيذ والتجديد والابتكار .(ج) أثر تنامي الخبرة . (د) المحافظة على أدوات التنفيذ والعمل. (2) دراسة التقارير المقدمة من الشاب ومن المنشط او المربي المشرف على النشاط.
• أدوات التقويم : (1) الملاحظة المباشرة للتنفيذ . (2) الأعمال المنجزة. (3) التقارير المقدمة من الشباب عن الأعمال أو من خلال زيارة موقع العمل. (4) الاستبيانات المختلفة . (5) تسجيل البرنامج صوتياً أو مرئياً أو بهما معاً وإعادته أمام المقومين. (6) استمارات تقويمية بمعايير محققة ومراعية للأهداف من التقويم كما في المسابقات المختلفة ( الاجتماعية ـ العلمية ـ الثقافية …….الخ (7) تسجيل النشاط على أقراص مرنه وعرضه على المقومين.وبعد هذه العجالة عن التقويم هذا الرافد الكبير في عالم التربية بصفة عامة وفي عالم النشاط بصفة خاصة نستخلص أن التقويم مهم جداً في سبيل خدمة النشاط الشباني في دور الشباب وتعزيز برامجه فيها وخارجها كما أن مرحلة التقويم مرحلة هامة وحساسة في تسيير النشاط عن طريق تقديم الملاحظات والحلول والتوجيهات المساعدة لتفعيل برامج الأنشطة بايجابية أكثر و هذه المساعدات والحلول هي نتاج التقويم المرحلي والمستمر وألنهائي وهذه جانب من جوانب ما يسمى بالتغذية الراجعة لبرامج النشاط وهي جانب من جوانب أو جزئيه من مهام المنشط او المربي المكلف بالنشاط في تقويم انشاطاته التي يقوم بها بصورة عامة وذلك من خلال المتابعة المستمرة والدقيقة للبرامج ولمن يحتاج إلى مساعدته أو لتحفيز ورفع المعنويات للبارزين بعد قياس تلك المنجزات بمدى متحقق من أهداف وبعـد استقراء النتائج من النتائج الصادرة عن التقويم وسنورد بعض الاستبيانات التقويمية لبرامج مختلفة وهذا جهد يسير .
التوثيق • أهمية التوثيق:ـ أن التوثيق يشّكل أهمية كبرى في حياة الأمم وحضاراتها المختلفة . فلو نظرنا إلى الحضارات السالفة التي تكّون لدينا خبرات ومعلومات عنها وعن إنجازاتها وعلومها ومعارفها ونحن لم نعاصر تلك الحضارات ولم نعيش فترتها الزمنية . تجد أن التوثيق هو الوسيلة الأولى لمعرفتنا بتلك الحضارات ومكتسباتها ومن هنا نستدل على أهمية التوثيق في حياة أي أمة من الأمم أو أي مجتمع من المجتمعات الكبيرة أو الصغيرة. ونستخلص ا لدلالة الكبرى على أهمية التوثيق من ماحث عليه ديننا الإسلامي على التوثيق من خلال المصدرين العظيمين القرآن والسنة النبوية الشريفة. حيث قال تعالى( وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) يس (12) وقال تعالى ( وإن عليكم لحافظين *كراما كاتبين) الانفطار (10ـ11) وما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم من تدوين وتوثيق الأحداث مثل صلح الحديبية ومعاهدته لليهود عند وصوله إلى المدينة المنورة وغيرها من الأحداث الأخرى وقد سار على نهجه الخلفاء الراشدين وسارت الأمة على النهج نفسه لما للتدوين من أهمية كبرى. وما نعيشه اليوم من تفجر معرفي ومعلوماتي هائل ما هو إلا نتاج التوثيق والتدوين للمعلومات التي وثقت واستفاد الآخرون منها في تطويرها.
• تعريف التوثيق:ـ التوثيق هو عبارة عن رصد وتدوين للمعلومات والحقائق بطرق عديدة لتكون مرجعاً في خدمة أغراض المؤسسة التربوي وهو رصد وتدوين وإثبات المعلومات والحقائق اللفظية والرقمية والحركية بكل الوسائل التي تكفل حفظها واستخدامها كأداة للمساعدة في التخطيط والتنظيم والمتابعة والتقويم.
*أهداف التوثيق:ـ (أ‌) أهداف إدارية تنظيمية: (1) تنظيم العمل وتحديد اختصاصات كل فرد. (2) تسهيل تقديم الخدمات.(3) تقييم الأداء(ب‌) أهداف تعليمية تدريبية وتتعلق: (1) وسيلة تدريب وتقديم خدمة من خلال الاطلاع على الوثائق والملفات. (2) التوثيق وسيلة هامة من وسائل الأشراف. (3) تقييم الجهد واكتشاف جوانب القوة في العمل وتدعيمه وسد الثغرات إن وجدت في ميدان العمل
• أمور يجب مراعاتها عند التوثيق:ـ (1) أن يكون التوثيق واضحاً حتى يستفاد منه. (2) الأخذ في الاعتبار أن من الأهداف الأساسية للتوثيق استمرارية العمل وأنه متصل في حالة تغير من يقوم بالتوثيق لسبب أو لآخر . (3) يجب أن يكون التوثيق معتنى به ومنظم ومختصر في غير إخلال . (4)ا لإدراك بأن التوثيق يعتمد عليه في العمليات التخطيطية وأجراء البحوث والقيام بالمتابعة والتقويم. (5) أن التوثيق يساعد على تطوير الأنشطة إذ بدونه لا يمكن تحديد مستويات الأعمال والأنشطة التي أمكن الوصول إليها (6) يؤخذ في الحسبان أن التوثيق عملية مساعدة ومؤثرة في نقل وتبادل المعلومات بين المؤسسات (7)يؤخذ في الحسبان أن التوثيق يساعد على التعاون بين أفراد المؤسسة الشبانية او التعليمية أو التربوية . (التوثيق يُعتمد عليه في كتابة التقارير السنوية لكل مؤسسة لإبراز نشاطها وجهودها وكلما أتسم التوثيق بالموضوعية والدقة كلما تحقق الهدف من التوثيق بطريقة أكثر إيجابية .
* أساليب وأبرز أنواع التوثيق :ـ (1)التوثيق بالتسجيل ( السرد الكتابي) ويتم فيه كتابة كل الأحداث دون اختصار. (2) بأسلوب التلخيص وهو أسلوب مؤجر يلخص المواضيع دون الخوض في التفاصيل المسهبة . (3)التوثيق الصوتي _ رصد الأحداث والمواقف على أشرطة التسجيل مثل: تسجيل (ندوة ـ محاضرة ـ برامج إلقاء ………الخ ) (4)التوثيق المرئي ( التصوير التلفزيوني و التصوير السينمائي و التصوير الفوتوغرافي) للحفلات و المهرجانات والمسابقات ولقاءات النشاط بأنواعها .والتصوير المقرون بالصوت أكثر فاعلية وإيجابية من التصوير الصامت.(5)التوثيق الإحصائي وهو التوثيق عن طريق إعداد الجداول الإ حصائية لبرامج النشاط المختلفة ووضعها في صورة رسوم بيانية. (6)التوثيق على أقراص مرنة وقد أحدثت تسهيلات كبيرة في عالم التربية بصفة عامة والنشاط بصفة خاصة . 7)التوثيق بالرسم والتجسيم مثل الكروكي أو التجسيم بالخشب أو الإسفنج أوالجبس. (تكوين ركن توثيقي خاص في المكتبة يشمل إصدارات عالم النشاط وإنتاجه. (9)التوثيق من خلال معارض الإنتاج ( المعارض المناسباتية ) . (10) التوثيق بالحاسب وتطوراته الشبه يوميه ويجب على كل منشط او مربي بصورة خاصة أن يستغل هذا الميدان الخصب والمهم جداً.من أبرز السجلات التوثيقية في عالم النشاط :ـ 1ـ سجل المربي للنشاط 2ـ سجل جماعات النشاط.لنقاط الإعلام مثلا. 3ـ سجل المشرف على المجال. 4ـ المجالس البداغوجية ومحاضر الاجتماعات. 5ـالمسابقات الاجتماعية والعلمية والثقافية وغيرها من المسابقات. 6 ـ المشاركات الخارجية . 7 ـالرحلات والزيارات. 8ـ العمل اليومي للمربي 9ـ الشباب الموهوبين. 10ـالميزانية ( مصروفات النشاط) 11ـ خلية الإصغاء. 12ـالصادر والوارد الخاص بالنشاط. 13ـالندوات والمحاضرات. 14ـ الزيارات. 15ـ المكتبة والأنترنت . 16ـحصر رغبات الشباب في اختيار نوعية النشاط 17ـ النشاط المتعلق بالاعلام الآلي . 18ـ التقارير العامة.19ـ الترفيه- الرياضة الفكرية . ..الخ
*التغذية الراجعة لبرامج النشاط:ـ هي نتاج العمليتين السابقتين أي التقويم التوثيق وهناك تغذية راجعة فورية ناتجة عن نوعين من أنواع التقويم وهما التقويم المرحلي والتقويم المستمر بعد التوثيق لهما. والنوع الثاني من أنواع التغذية هي التغذية الراجعة المستقبلية وهي نتاج النوع الثالث من أنواع التقويم وهو التقويم النهائي بعد توثيقه. والتغذية الراجعة تعين على إيجاد الحلول والبدائل لمواطن الضعف التي تعترض البرنامج ومراحل تنفيذه وهي كذلك عملية تعزيزية لمواطن القوة والإيجابية في أيبرنامج أو نشاط ممارس (

استبانه عن برامج النشاط) أخي الشاب :أمامك استبانه عن البرامج المستحب تنفيذها في المؤسستنا دارالشاب في هذا العام والأعوام القادمة نرجو الإدلاء برأيك وبصراحة حتى نستفيد منه في التخطيط والتنفيذ لبرامجنا معك