تطورات قضية الفساد بمديرية الشباب والرياضة في العاصمة تهمي يتحفّظ على قرار جيار بفصل صاحب التقرير

أمر الهاشمي جيّار، وزير الشباب والرياضة السابق، بفصل المفتّش الذي أعدّ التقرير ''الأسود'' عن الفساد في القطاع الرياضي، وتحديدا في مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر.
اتخذ جيّار قرارا، كان الأخير له قبل مغادرته مبنى أول ماي، يقضي بتوقيف المفتّش كإجراء ''عقابي'' على تناول ''الخبر'' بالتفصيل لما ورد في ذلك التقرير الذي قدّمه للوزارة دون أن تتخذ هذه الأخيرة الإجراءات اللاّزمة، رغم ''الفضائح'' الكثيرة التي نقلها المفتّش بأمانة.
وعاتب الوزير جيّار المفتّش على فضحه أمام الرأي العام، حين اعتقد جازما بأنه كان وراء تسريب التقرير لـ''الخبر'' رغم أن الحقيقة غير ذلك تماما، وعوض أخذ ما ورد في التقرير المفصّل مأخذ الجد، راح جيّار يبحث عمّن سرّب المعلومات، وأوصلته قناعته بأن لا يوجد غير المفتش، مما جعله يقرر ''مكافأته'' بطريقة خاصة على نزاهته، حين أصرّ على طرده.
وتمثّل قرار الهاشمي جيّار الأخير على رأس القطاع، تحرير مراسلة رفعها لمصالح رئاسة الجمهورية تتضمن اقتراح إنهاء مهام المفتش المذكور ما دامت مصالح الرئاسة هي المخولة لاتخاذ مثل هذه القرارات، كونها هي التي عيّنت المفتش المذكور بموجب مرسوم رئاسي، لكن مصادر عليمة أكدت بأن الوزير الجديد الدكتور محمد تهمي تحفّظ عن القرار ولم يتحمس لتزكية مطلب سلفه.
وكان تسريب التقرير الذي أعدّه المفتش ونشر ملخص منه في جريدة ''الخبر'' في عددها الصادر يوم 6 أوت الماضي، قد أحدث حالة طوارئ في الوزارة ومديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر على حد سواء، لكن عوض أن يتحرك المسؤولون من أجل وضع حد للفساد الذي كشف عنه ذات التقرير، راح هؤلاء، وأولهم جيّار، يبحثون عن مصدر التسريب، متهمين المفتش بالوقوف وراء ذلك، فطالبوا بفصله من منصبه.
ورغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر منذ استلام الوزارة للتقرير، وأكثر من شهر ونصف عن نشر ''الخبر'' لملخص عنه، إلا أنه لا أحد تحرّك، سواء بنفي أو تأكيد ما يتضمنه بشكل رسمي، رغم أن الوزير السابق نفسه أقر ضمنيا في حديث هامشي مع ''الخبر'' بأن أغلبية ما جاء فيه صحيح.
ومقابل ذلك، حاول المفتش العام للوزارة جعفر يفصح تبرير ''جمود'' الوزارة تجاه ما حدث بتأكيده في حديث سابق مع ''الخبر'' بأن الوزارة، وبعد استلامها التقرير، قامت بالإجراءات اللازمة من خلال تكليفها للمفتشية العامة للمالية بفتح تحقيق، وهي المعلومة التي نفاها مصدر عليم لـ ''الخبر'' والذي أكد بأن تحرّك المفتشية العامة للمالية للتحقيق في ما يحدث في ''ديجياس'' الجزائر العاصمة كان يندرج في إطار نشاطها الدوري السنوي لا غير.
وقد شجّع الصمت المبهم الذي قابلت به الوزارة التقرير المذكور، على استمرار نفس التجاوزات والتلاعبات التي تعرفها مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر منذ سنوات، في صورة رئيس مصلحة الرياضة ''ق.ي'' الذي تردد اسمه بشكل مباشر في هذا التقرير والذي اطمأن على منصبه بعد الموقف السلبي للوزارة، ليتحوّل مؤخرا لقضاء عطلته الصيفية في أفخم فنادق مراكش المغربية، كما جرت عليه العادة.
وسيكون البت والفصل في التقرير المذكور والتحرّك لوضع حد للفساد الذي عشعش في مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، أحد أبرز التحديات التي تقف أمام الوزير الجديد للقطاع الدكتور محمد تهمي المدعو أيضا لفتح ملفات أخرى في مديريات بقية الولايات التي لا توجد بأفضل حال من مديرية الجزائر