ASCJTISSEM38 جمعية اطارات الشباب البيداغوجية
اهــــــــلا ومرحبا بكم ...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ASCJTISSEM38 جمعية اطارات الشباب البيداغوجية
اهــــــــلا ومرحبا بكم ...
ASCJTISSEM38 جمعية اطارات الشباب البيداغوجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دور الإعلام في تربية الأطفال

اذهب الى الأسفل

دور الإعلام في تربية الأطفال Empty دور الإعلام في تربية الأطفال

مُساهمة  Admin الثلاثاء فبراير 19, 2013 11:46 am

دور الإعلام في تربية الأطفال..

دور الإعلام في تربية الأطفال

مقدمة
في الوقت الذي حرص فيه الاسلام على الاهتمام بالطفولة ورعاية الصغار وشرع لهم من الحقوق ما يضمن لهم تربية متوازنة وصحة مستقرة ، فان واقع الطفولة في البلدان العربية والاسلامية مازال في ذيل قائمة الاهتمامات.
المشكلة تنبع من ضعف الوعي بالقضية وما ترتب عليها من عدم توفير الموارد البشرية والمالية اللازمة . نعم تم توفير التعليم للصغار لكن اساليب التعليم متخلفة وادواته مفتقده ومعلموه هم أضعف الفئات . وشأن الطفولة ليس قاصرا على التعليم - رغم أهميته القصوى - لكنه يشمل رعاية شاملة عقلية ونفسية واجتماعية وثقافية وصحية وتربوية بحيث يشب الطفل سويا واعيا لدوره متحملا مسؤولية نفسه .

كنت أعتزم اصدار مجلة للأطفال بعد اصدارنا لمجلة الاسرة (المرأة على وجه الخصوص ) لقناعتي بأهمية مجلة الطفل ودورها الثقافي والتربوي وحتى الترفيهي . عندما عرضت الامر لأحد المسؤولين بالمؤسسة ذات العلاقة بالمجلة منتظرا دعمه وتأييده فاجأني – وهو المثقف الواعي وذو الخلفية الاسلامية – بقولة : بدل من أن نتطور ونصدر مجلة فكرية ودعوية مثل المجلة الفلانية تريدنا أن ننزل للأسفل ونصدر مجلة للأطفال ؟!! لقد زلزلني الرد ، ليست المشكلة في اختلاف الآراء حول قضية أو مشروع لكن الطامة أن بعض مسؤولي المؤسسات الدعوية والخيرية يفتقدون الوعي بأهمية الطفولة ودور الاعلام في تربية الناشئة والذين هم رجال ونساء الغد .

"لقد وعت الأمم المتقدمة في عصرنا الحديث ، ما للطفولة من مكانة سامية ، لأنّ المستقبل لا يقوم إلا على أكتاف صغار الحاضر ، عندما يكبرون ويتقلّدون دفة الحياة ومقاليدها . وهذا الوعي واضح بيّن ، ترشد إليه غزارة الإنتاج الموجّه للطفل أو المتعلق بالطفل من أحد الجوانب ، لا سيما في مجال التربية التي تصب حتماً في خانة أهداف تلك الأمم وما تسعى إليه"

"أما الأطفال فهم شريحة متحركة ، متغيرة ، نامية ، متفاوتة الأعمال والشخصيات والملامح ، كانت النظرة لهم فيما مضى أنهم ( الرجال الصغار ) و ( نساء صغيرات ) ... وقد أفسد ذلك المفهوم أمورا كثيرة في مجال تربيتهم وتثقيفهم .لذا كان الاعتراف بوجود (الطفل) انجازا كبيرا. وعندما تنبه الناس الى خطأ ذلك ، وان الاطفال ينتمون الى عالم اخر غير عالم الكبار ، بدا الاهتمام بادب الطفل وفنه وحقوقه وتربيته ، وما الى ذلك ، وادركنا ان للطفل لغة خاصة به ، وسلوكا معينا له ، يتصرف به من خلال قدراته" .

الطفولة
تعريفها:
هيالمرحلة من الولادة حتى البلوغ ، قال تعالى "والطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء" وقال"وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم"

أهميتها:
- مرحلة غرز المفاهيم والمبادئ والثقافات الأساسية
- الحاجة للعناية والاهتمام كي يشب الطفل سويا
- مرحلة الضعف والاعتماد على الكبير
- الطفولة مرحلة البناء الأساسية

مراحلها:
- المهد : من الولادة حتى الفطام
- المبكرة : 3-5 سنوات
- المتوسطة : 6-11 سنة ( التمييز )
- المتأخرة : 12-15 سنة ( البلوغ )


الإسلام والطفولة :
اهتم الاسلام بالطفولة وشرع الاحكام التي تضمن حقوقهم ومنها :

أ‌- حق الطفل بالحياة
o تحريم قتل المولود ( تحريم الإجهاض )
o تأخير حد القتل أو الرجم في الزانية حتى تضع حملها
o احتضان اللقطاء
ب‌- الجنة لمن مات له ولد وصبر واحتسب
ت‌- زيادة الحسنات للوالدين بعد موتهما بدعاء الولد
ث‌- استحباب الإنجاب "تزوجوا الودود الولود"
ج‌- البنات ستر من النار إذا أحسن لهن الولدين
ح‌- ربطه بالتوصية منذ الولادة "الأذان في أذن المولود"
خ‌- التسمية المحببة الجميلة
د‌- العقيقة عند الولادة
ذ‌- الختان للصحة الجنسية
ر‌- وجوب التأديب والحض على التعليم
ز‌- كفل حقه بالحضانة والإرضاع "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين"
س‌- أوجب له النفقة والسكن والكسوة "وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف"
ش‌- جعل الأبناء من أسباب السعادة "والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين"
ص‌- كفل لهم حق الترويح والمرح
ض‌- اهتم المسلمون بالطفل والتزموا أوامر الله فيه فعلموه القراءة في الكتاب وحفظوه القرآن في المسجد ثم أقاموا المدارس النظامية وأوقفوا عليها الأموال لتعليم الصبيان


المؤثرات (التربوية) على الطفل
المنزل
يلعب المنزل دورا رئيسيا في تربية الطفل حيث الدين يتم تلقينه من الاسرة ( الوالدين بشكل خاص ) كما قال صلى الله عليه وسلم " فأبواه يهودانه أو ينصرانه " لذا تلعب ثقافة الوالدين وتربيتهما المسبقة وخبرتهما في الحياة دورا رئيسيا في توجيه الطفل . ان الكثير من العادات والأخلاق والمفاهيم والأفكار يكتسبها الطفل من والديه . بالطبع هناك عوامل اخرى ذات صله في نوعية الثقافة التي يتلقاها الطفل من والديه مثل حجم الأسرة والوقت الذي يقضيه الوالدان مع الطفل ومدى المتابعة والرقابه لأنشطته اضافة الى الوالدين فان الأخوة وباقي أفراد العائلة – ان وجدوا – لهم تأثير أيضا على الطفل .
وكلما كبر الطفل واحتك بالمجتمع حوله فان تأثير الأسرة يقل الى درجة الاضمحلال عندما يتجاوز مرحلة المراهقة ، ورغم ان عملية التلقين للطفل والتأثير عليه من الوالدين عادة ما تكون سلسلة مباشرة ومن خلال التقليد أحيانا الا أنه قد تكون العملية تفاعلية فقد يعترض الطفل ويناقش حتى يصل لمرحلة الاستسلام والقناعة وهي ليست صعبه .
ويمكن تصنيف التأثير المنزلي على الطفل بأنه يتفاوت بين المتوسط والعالي بحسب العوامل المذكورة سابقا.
"الأسرة أول المؤسسة يتعامل معها الطفل من مؤسسات المجتمع ، وهي البيئة الثقافية التي يكتسب منها الطفل لغته وقيمه ، وتؤثر في تكوينه الجسمي والنفسي والاجتماعي والعقائدي ، فالأسرة مسئولة عن حفظ النوع الإنساني ، وتوفير الأمن والطمأنينة للطفل ، وتنشئته تنشئة ثقافية تتلاءم مع مجتمعه وتحقق له التكييف الاجتماعي .

وتقوم الأسرة بغرس آداب السلوك المرغوب فيه وتعويد الطفل على السلوك وفق أخلاقيات المجتمع ، أي أن الأسرة تقوم بعملية التطبع الاجتماعي للطفل باعتبارها ـ كمؤسسة اجتماعية ـ تمثل الجماعة الأولى للفرد ، فهي أول جماعة يعيش فيها الطفل ويشعر بالانتماء إليها وبذلك يكتسب أول عضوية له في جماعة يتعلم فيها كيف يتعامل مع الآخرين في سعيه لإشباع حاجاته وتحقيق مصالحه من خلال تفاعله مع أعضائها .
ويرى علماء النفس والتربية أن مرحلة الطفولة المبكرة من أهم مراحل حياة الإنسان ، إذا تعتمد عليها مراحل النمو التالية في حياته ، بل إن بعض المربيين يرى أن أثر الأسرة ترجح كفته عن أثر عوامل التربية الأخرى في المجتمع ، وأن آثارها تتوقف على الأسرة فبصلاح الأسرة تصلح آثار العوامل والوسائط التربوية الأخرى وبفسادها وانحرافها تذهب مجهودات المؤسسات الأخرى هباء . "

المدرسة
تطور مفهوم المدرسة في العالم العربي من التعليم إلى التعليم والتربية بمعنى أن تكون المدرسة مصدر مفاهيم وقيم وثقافة عامة إضافة إلى دورها التعليمي العادي ، لكن هذا المفهوم لم يتحقق بصورة جيدة ،بل كان متعثرا في كثير من الأحيان إما لأسباب تتعلق بالرؤية الثقافية والتربوية المفترضة للمدرسة أو لأسباب مادية كقلة الإمكانيات أو ضعفها أو لأسباب فنية وإدارية كنوعية المدرس ومستواه وأدواته التعليمية .
الحصيلة العامة لتأثير المدرسة في الجانب الثقافي محدود وهو في مجمله ينحصر في الجانب المعرفي التعليمي .
إن التعليم في العالم العربي يعتمد إجمالا أسلوب التلقين والذي يقتل ملكة الإبداع والتفكير العلمي الصحيح فضلا عن إضعافه لقدرة التعلم الذاتي للطفل .
ان تأثير المدرسة يرتبط بشكل كبير بالمدرس وشخصيته وثقافته ومدى تفاعلة مع الصغار وانقيادهم له . بالطبع للمنهج دور في تربية الطفل لكنه غالبا مايرتبط ببيئة المدرسة والمدرسون بشكل خاص لأن العملية قد تقتصر على حفظ متون أو ترديد كلمات دون استيعاب حقيقي وتقبل ذاتي وممارسة واقعية. ويمكن تصنيف تأثير المدرسة على الطفل بأنه يتفاوت بين المتدني والمتوسط.

الشارع
يكاد يكون تأثير الشارع يفوق تأثير المدرسة والشارع هو الأصدقاء والجيران (خصوصا بالنسبة للمراهقين ومن يقاربون هذه المرحلة) والتأثير عادة يكون في السلوكيات والتي سرعان ما تنتقل بين الصغار . أما التأثير بالجانب المعرفي فهو محدود ويقتصر غالبا على ما ينقله الصغار من المصادر الأخرى كوسائل الإعلام أو المنزل . بالطبع نوعية الشارع له تأثير كبير وثقافة أبناء الجيران وتربيتهم المسبقة تنعكس على من يخالطونهم . في البيئات الفقيرة يكون الشارع مصدر أساسي ومعرفي وثقافي وذلك لأن الوقت الذي يقضيه الطفل مع اصدقائه وابناء الشارع اكثر من المنزل وقد تتهيأ له تجربة أشياء محظورة في المنزل وقد يطلع على معلومات تصنف سرية بالمنزل .
وعموما يتفاوت تأثير الشارع بين المتوسط والمرتفع.
المجتمع
المجتمع هو الأسرة الأكبر وهم الأقارب والمعارف ، وهم الذين يزورهم الطفل مع اسرته سواء أقارب أو اصدقاء. تأثير هذا المحيط يعتمد على نوعية المخالطين للطفل وثقافة الاقارب والاصدقاء وخلفيتهم الدينية وتنشأتهم لأطفالهم.
مع تغير نمط الحياة المعاصرة قلت الخلطة مع الآخرين وأصبحت الزيارات متباعدة واللقاءات محدودة ( بمن فيهم الأطفال ) . التأثير العام بالتالي للمجتمع على الطفل محدود ولا يقارن بالتأثيرات الاخرى ويمكن ان يصنف بالمتدني عموما .

وسائل الإعلام
هي ادوات التواصل الجماهيرية بين الطفل والعالم الخارجي وقد تطورت بصورة مذهلة في السنوات الأخيرة - خصوصا في الجانب المرئي- وتوفرت العديد من الخيارات ، لدرجة أن نجد بعض الاطفال لايعرف الشارع ، ولا يتفاعل مع المدرسة ، ولا يخالط اسرته وجل مادته المعرفية وثقافته الشخصية مصدرها وسائل الاعلام .لذلك يمكن تصنيف وسائل الاعلام بأنها المؤثر الأول والأقوى على الطفل .

"الإعلام المشاهد والمقروء والمسموع مؤثر هائل في تكوين الأبناء، لما يتمتع به من حضور وجاذبية واتقان... والمشكل اليوم أن الأطفال لا يتعرضون لتأثير إعلام واحد صادر عن جهة واحدة، يمكن التفاهم معها من أجل التقريب بين مفردات الرسائل التي يوجهها للأطفال، ومفردات الرسائل التي توجهها الأسر والمدارس. إن الوسائل الإعلامية تنتمي إلى أكثر من (130) بلدًا في العالم، وهي تعكس ثقافات وديانات وتطلّعات متباينة أشدّ التباين. وإن نسبة غير قليلة من الناس قد أسلمت أبناءها للفضائيات من غير قيود تُذكر، ولهذا فإن ما يقوله الأبوان بات يُفهم لدى هؤلاء الأبناء في ضوء الخلفية الثقافية العميقة والمتماسكة التي بناها الإعلام بشتى صوره ومكوّناته، وبهذا فعلاً يصبح ما يقوله الأبوان جزءًا مرتهنًا للكل أكثر من أن يكون بعضًا منه."

"لقد أصبحت المادة الإعلامية الموجهة للأطفال من أخطر الصناعات الإعلامية في العصر الحالي، ومن أكثر الصناعات التي تشهد إقبالا من طرف المستثمرين وشركات الانتاج العالمية، نظرا لما تدره من أرباح سنوية تقدر بملايين الملايين من الدولارات بسبب استهدافها شريحة واسعة تتسع دائرتها باستمرار‚ وهي شريحة الاطفال والشباب واليافعين وبفضل انتشار الصحون الفضائية وتعدد القنوات الإعلامية وظهور شبكة الانترنت وعولمة الصوت والصورة أصبح إعلام الطفل يشهد تناميا ملحوظا، وصار أكثر قربا من الطفل داخل البيت، وقد حمل هذا الانتشار السريع معه أساليب جديدة وأكثر تطورا لاستمالة الطفل والسيطرة على عقله وسلوكياته ودفعه الى الإدمان على ذلك الصندوق السحري العجيب كما كان يسميه آباؤنا وأجدادنا ولاشك ان هذا التوسع المذهل في تجارة التسلية الموجهة للاطفال يخفي الكثير من المخاطر والسلبيات، فجل الشركات المنتجة والعاملة في هذا القطاع هي شركات غربية توجه نشاطها ثقافة غربية وفهم غربي لمعاني التسلية واللعب والترفيه والتربية، ومتجذرة في ممارسات وعادات المجتمعات الغربية التي تتعامل مع إعلام الطفل بمنطق السوق والجري وراء الربح والكسب دون اهتمام بالقيم والعادات والاعراف وفي حالة التعارض بين هدفي الكسب وزرع القيم فإن الغلبة تكون للأولى على حساب الثانية"

"تشير الدراسات العلمية في هذا الصدد إلى أن أجهزة الإعلام تلقي بظلالها على الطفل المعاصر إيجاباً أو سلباً، حتى أنه يصعب عليه أن يفلت من أسارها، فهي تحيط به إحاطة السوار بالمعصم وتحاصره من مختلف الجهات، وبمختلف اللغات، ليلاً ونهاراً...وتحاول أن ترسم له طريقاً جديداً لحياته، وأسلوباً معاصراً لنشاطه وعلاقاته، ومن ثم فهي قادرة على الإسهام بفاعلية في تثقيفه وتعليمه، وتوجيهه، والأخذ بيده إلى آفاق الحياة الرحبة....
وتأتي وسائل الإعلام المعاصرة في مقدمة قنوات الاتصال التي ترفد الطفل بالأفكار والمعلومات والأنباء وتحقق له التسلية والمتعة، ولو لم يَسْعَ الطفل إلى وسائل الإعلام فإن هذه الوسائل سوف تسعى هي إليه لتقدم له ما يدور حوله من أحداث، وما أفرزته الأدمغة البشرية من اكتشافات ومعارف، لاسيما بعد أن فرضت التقنيات المعاصرة وثورة المعلومات نفسها عليه، فأصبح طفل اليوم أسيراً لهذه الوسائل تحاصره في كل وقت وفي كل زمان، فلا يستطيع الفكاك منها أو الحياة بدونها."






كيفية تأثير وسائل الإعلام على الطفل
أ‌) التأثير الآني:
وهو التأثير المباشر في نفس الطفل ويتكون عندما تكون الرسالة جديدة كلياً عليه او تحوي كم كبير من الإثارة والتشويق .
ب ) التأثير التراكمي
وهو الأشهر والأعم وذو الأثر البعيد لنفس الطفل حين يتعرض الطفل لرسائل متقاربة في أزمنة مختلفة وبشكل متدرج ومن خلال أكثر من صورة وطريقة مما يرسخ في نفسه تماماً الأفعال والأقوال التي ذكرت له، خصوصاً مع كثرة إثارة الرسالة وتناولها بين الأطفال أنفسهم "هل شاهدت البرنامج الفلاني؟" "ما أطرف الشخص الفلاني" "لقد أعجبني البطل الفلاني" وهكذا تتأصل الرسالة من خلال التناول الجماعي لها قبل الأطفال.


مدى تأثير الإعلام على الطفل
تؤثر وسائل الإعلام على الطفل بحسب اربعة عوامل:
1) نوعية الوسيلة وقوتها ومدى انجذاب الطفل إليها وهي مرتبة بحسب نسبة تأثيرها كالآتي:
أ‌. السمعية البصرية (التلفاز - السينما - الفيديو)
وهي تمثل اعلى ثقل (60-70%)
ب‌. التفاعلية (العاب الكمبيوتر)
وهي تمثقل ثقل متوسط(20-30%)
ت‌. السمعية (الإذاعة - الكاسيت)
وهي تمثقل ثقل متوسط(10-20%)
ث‌. البصرية (المقروءة) (المجلات - الكتب - القصص)
وهي تمثقل ثقل متوسط(10-20%)

2) عمر الطفل وخلفيته الثقافية وبيئته الاجتماعية
وهل لدى الطفل حصانة ثقافية؟ وهل البيئة مشجعة ؟ وهل الوسيلة منتشرة؟

3) نوعية الرسالة للطفل من خلال المادة الإعلامية المقدمة
و تعتبرهذه أهم قضية فالطفل - بالجملة- مستقبل جيد لكل ما يرسل له خصوصاً إذا صاحب المادة تشويق وإثارة للطفل.

4)الوقت الذي يقضيه مع وسائل الاعلام
يمكن تقدير توزيع اوقات الطفل كالتالي:
1- نوم 8-10 ساعات
2- مدرسة 6-7 ساعات
3- لعب / طعام / أنشطة حرة / 4-5 ساعات
4- إعلام 5-6 ساعات

بتحليل - رياضي- بسيط نستطيع أن نؤكد أن تأثير الإعلام - تربوياً- على الطفل يشكل نسبة تقارب 35-40%

نتيجة:
ما يقارب 4 من المفاهيم التربوية والأخلاق والسلوك والاعتقادات مصدرها الإعلام بينما 6 مصدرها المدرسة / المنزل / الجيران / المجتمع


الاعلام والتربية
"لقد اتّسمت العلاقات القائمة بين المؤسسة التربويّة ووسائل الاتصال بشيء من التصادم. ولم يكن أغلب رجال التربية ينظرون بعين راضية إلى تعامل التلميذ مع وسائل الإعلام. ولم تكن أغلب الأنظمة التربويّة تسمح بدخول الصحيفة أو المادة الإعلامية السمعية البصرية الى المدرسة، كما كانت صورة الثقافة التي تروّجها وسائل الإعلام سلبيّة بالنسبة لأغلب المربين الذين يعتبرون هذه الثقافة سطحية وفسيفسائية ومبتذلة وغالبا ما تبدو المدرسة منغلقة على ذاتها.

ان دور المؤسسة الإعلامية لا يقلّ قيمة عن دور المؤسسة التربوية في التنشئة الاجتماعية للفرد، إلى جانب المؤسسة العائلية. كما أن الوقت الذي يقضيه الطفل أو الشاب في تعامله مع وسائل الإعلام لا يقلّ أهمية عن الوقت الذي يقضيه في المدرسة. وتساهم وسائل الإعلام في ضمان ديمقراطية المعرفة مثلما ترنو إليه المدرسة العصريّة بل إنّ الوسائل الإعلامية السمعيّة البصريّة تؤدي وظيفة ثقافيّة وتربويّة حتى بالنسبة إلى من يجهل الكتابةوالقراءة ولمن لم يتعلّم في المدرسة، كما أن التعلّم عبر وسائل الإعلام يقوم في جوهره على ترابط عضوي بين التعلّم والترويح عن النفس. لذلك فإنّ المدرسة ووسائل الإعلام يخدمان نفس الأغراض التربويّة. وبالرغم من هذه الاستعمالات المتعدّدة والمتنوّعة لوسائل الإعلام في خدمة أغراض تربويّة، فإنّ الجدل بقي قائما بين المربين والدارسين حول الجدوى الفعلية لوسائل الإعلام في العملية التربويّة. "


مقومات إعلام الطفل (التربوي) من الجانب الإسلامي
- يهدف الى بناء الشخصية المتكاملة للطفل
- الإسلام مرجعية كاملة في كل الأعمال
- معالجة قضايا الغيب بطريقة مناسبة لعقل الطفل دون اهمال او ايغال
- غرس مفهوم الخير والشر واثارهما على الانسان باسلوب سهل
- تبسيط المفاهيم الإسلامية والاهتمام بطرق عرضها
- الاقتصار على الاساسيات في العلم الشرعي
- مخاطبة العاطفة و احترام العقل
- التدرج في المفاهيم والمعارف
- استخدام القصص
- عرض الشخصيات الإسلامية وسير الأنبياء والصالحين
- إثراء الخيال بالأشياء الإيجابية
- مسؤولية كاملة على من يصدر أو ينشئ وسائل إعلام للطفل
- المحافظة على اللغة العربية

المحتوى التربوي في الإعلام
يمكن ان يصاغ المحتوى التربوي من خلال :
o القصة: المحكية – المقروءة – المصورة
o التوجيهات المختصرة المباشرة
o الدراما
o الالعاب
o المواقف التمثيلية
o الأناشيد
o الألعاب (الكمبيوتر)

كيف تستفيد من الإعلام في خدمة الجانب التربوي لدى الطفل
يمكن ان يتم ذلك من خلال :
 تحديد الرسالة
 اختيار القنوات المناسبة للعرض
 المواءمة مع البرامج التربوية في المدرسة
 أوقات / زمن الاستقبال الإعلامي المناسب للطفل
 حماية الطفل من الإعلام السلبي ما امكن ذلك
 تطوير برامج إعلامية (متلفزة) لخدمة الجانب التربوي
 التنويع في المواد الإعلامية المقدمة للطفل
 الاهتمام بالمستوى الفني وطرائق العرض للمواد الإعلامية
 صياغة بعض البرامج الإعلامية داخل المؤسسات التعليمية والتربوية

الطفل والتلفزيون
"يؤكد علماء النفس انه كلما ازداد عدد الحواس التي يمكن استخدامها في تلقي فكرة معينة ادى ذلك الى دعمها وتقويتها وتثبيتها في ذهن المتلقي, وتشير بعض نتائج البحوث الى ان 98 في المئة من معرفتنا نكتسبها عن طريق حاستي البصر والسمع وان استيعاب الفرد للمعلومات يزداد بنسبة 35 في المئة عند استخدام الصورة والصوت، وان مدة احتفاظه بهذه المعلومات تزداد بنسبة 55 في المئة.

يقول علماء النفس ان التلفزيون يأتي في علم التربية الحديثة بعد الأم والأب مباشرة وبات من المؤكد تأثير التلفزيون على سلوكيات الأطفال طبقاً لجميع الابحاث العلمية في هذا المجال, واصبح من المستحيل الاعتماد على الوسائل القديمة في التربية والتنشئة والتوجيه, ولم يعد ممكنا منع الأطفال من مشاهدة التلفزيون او هذا الكم الهائل من البرامج والأفلام التي تشكل الآن احد المراجع الاساسية في سلوك وتفكير وتربية وتعليم الطفل، ولأننا نعرف ان الطفل مبدع بطبيعته وبتلقائيته ولهذا كثيراً ما تلاحظ الأم طفلها يؤدي حركات معبرة ويحادث نفسه مثلاً امام المرآة حيث يقوم بتمثيل الاشياء والمواقف والاشخاص الذين يتعامل معهم في حياته, فمثلاً يقوم الأطفال بتمثيل أدوار المدرسين والتلاميذ مستخدمين في ذلك تفكيرهم وخيالهم وخبراتهم القليلة التلقائية."

"لاشك ان للتلفزيون اثار سلبية واخرى ايجابية في حياة الطفل ، حيث ان الافلام التي تعرض في التلفزيون تنقل الاطفال الى دنيا بديلة وقد تكون قريبة من دنيا الطفل بعض القرب ، وقد تكون بعيدة عنها ، وقد يحيا الطفل بعض الوقت أو يحلم بها او ينفر منها او يخافها ، وقد أشارت الكثير من الدراسات والبحوث التي تربط بين بعض "جرائم" الأطفال وبين بعض الافلام التلفزيونية الى ان للأفلام دورا مباشرا في تلك الجرائم ، اذ انها تساعد على بلورة بعض الميول الاجرامية لدى الأطفال ، بالاضافة الى ذلك فان الأفلام التي تستخدم حيلا ومؤثرات صوتية وصورية تثير الاطفال وتجذبهم إلا أنها في نفس الوقت أداه لصرف الأطفال عن واجباتهم ، وايضا لا تقدم لهم القيم والمفاهيم التي نريد، حتى لو تضمنت جوانب ثقافية فقد لا تكون هي الجوانب التي نريدها لأطفالنا ."

"ان اثر التلفزيون في الأطفال اشد واسرع واقوى من تأثيره على الكبار لذا نرى الاطفال يجتمعون قبالته تاركين مقاعدهم عند عرض مادة مثيرة ويجلسون على الأرض قريباً منه متجاوبين مع حوادثه متفحصين الشخصيات التي يعرضها ومقلدين لكثير من الحركات التي يشاهدونها.
ويؤثر التلفزيون في الأطفال عبر اكثر من طريقة :
- يكسب الأطفال انماطاً في السلوك الاجتماعي في حياتهم الاعتيادية وبيئتهم المادية كما انه يؤثر سلباً او ايجاباً في عملية التكيف الاجتماعي التي تسهم فيها الاجهزة الاخرى كالأسرة والمجتمع والبيئة.
- يسهم التلفزيون في بلورة وتغيير الاتجاهات من خلال اثارة ردود افعال عاطفية لدى الأطفال عن طريق تقديم مشهد درامي ذكي مع العلم ان لكل طفل قابلية خاصة للتأثر بالتلفزيون.
- يجعل التلفزيون الأطفال يتعرفون الى اشياء كثيرة منذ صغرهم ومنها ما هي في محيطهم ومنها ما هي بعيدة عنهم، فالطفل الذي لم تتح له الفرصة لمشاهدة حياة الحيوان في غابة كثيفة او سفينة ضخمة تشق عباب البحر او مسابقة سيارات يمكن ان يشاهدها من خلال الشاشة الصغيرة.

والتلفزيون ببرامجه وافلامه يزود الطفل بخبرات واقعية كما ان برامج الخيال تشبع كثيراً من رغباته، اي ان التلفزيون ليس وسيلة تزود الطفل بالمعلومات والأفكار والقيم فحسب، بل هو الى جانب ذلك يسهم في تشكيل لون من ألوان السلوك."

"وإذا كان الطفل في بيئة منزلية أو اجتماعية لا تخلو من الأخطاء السلوكية فإن وسائل الإعلام ومنها التلفاز هي لا يمكن إعفاؤها من المسئولية ولقد أثبتت الدراسات أن التلفاز له أكبر الأثر على تصورات وسلوكيات الأطفال بسبب عدم تكون معايير القبول والرفض لديهم بحكم قلة معرفتهم وخبرتهم."

"يقول الباحث الإنجليزي هال بيكر المتخصص في غسيل الأدمغة عن طريق التلفزيون أن غسل الأدمغة يجري عن طريق (سوفت باور) (Soft Power) أي قوة الأفكار والصور والتأثيرات التلفزيونية والالكترونية. وفن غسل الأدمغة بواسطة التلفزيون يجري من خلال قوة «الإيحاء» وتلعب قوة الاعتياد عليه بشكل تدريجي بعد تواصل الإدمان عليه قابلية لدى الجمهور في تقبل ما يعرض من صور وأخيلة كواقع. فما يوحي به التلفزيون على أنه «الواقع» يتحول إلى واقع في أذهان المدمنين المتلقين.
لقد بات التلفزيون عنصراً شديد التأثير في تحديد عناصر خيال الطفل وقيمه حيث أن الوالدان لا يستطيعان إبعاد تأثير التلفزيون عن أطفالهم لأنهم بأنفسهم أصبحوا متعلقين بهذا الصندوق المشع بالصور الذي يمضي أبناؤهم أوقات أكثر مما يمضي الوالدين ."

"ان الصورة المتحركة المصحوبة بالصوت في المراحل المبكرة للطفل تتجاوب مع الوعي الحسي والحركي لديه، وتحدث استجابات معينة في ادراكه ، تساهم فيما بعد في تشكيل وعيه وتصوره للأشياء من حوله، لأنه يختزنها وتصبح رصيده الثقافي والوجداني والشعوري"

ان سحر التلفزيون ( والفيديو بطبيعة الحال ) يفوق تأثير أي اداة اعلامية أخرى خصوصا مع التطور في فنون العرض واستخدام المؤثرات السينمائية وهاهي أفلام 3D الحديثة التي سيطرت على عقول الأطفال حيث الاتقان الفني والابهار البصري والشخصيات الجديدة المذهله . ان التأثير التربوي للتلفزيون على الطفل يعتمد على نوعية المادة التي يشاهدها الطفل والرسالة الضمنية فيها ومدى تفاعل الأطفال معها وحديثهم عن شخصياتها . ان الابهار البصري يتحول مع الوقت الى إبهار معرفي وثقافي يجعل الطفل يتقبل جل ما يصاحب المادة التلفزيونية من توجيهات وسلوكيات .

وسائل اعلام الطفل في المنطقة العربية
"إن واقع إعلام الطفل العربي ليس على المستوى الذي يمكنه من القيام بدوره في تربية وإعداد الطفل العربي ، وتثقيفه ، وإن خطورة التقصير في وسائل الإعلام العربية تجاه الطفل العربي تكمن في أنها تفتح الباب أمام وسائل الإعلام والثقافة الغربية التي تغزو مجال إعلام الطفل العربي ، مما يكون له أسوأ الأثر في تشكيل شخصية الأطفال العرب وقيمهم وعقيدتهم ."

الكتاب
يتميز كتاب الطفل العربي بالاتي:
- قلة العدد : كل 100 طفل يشتركون في نسخة واحدة من كتاب واحد في السنة أي أن نصيب الطفل الواحد لايزيد عن بضعة أسطر سنويا
- ارتفاع السعر (لجمهور القراء)
- غياب المتخصصين في الكتابة للاطفال
- ندرة الدور المتخصصة بنشر كتاب الطفل
- سيطرة قصص الجن والسحرة والخوارق وكذلك قصص الجريمة والعنف
- ضعف الإخراج الفني
- الكتب المترجمة الغير محررة
- عدم التمييز بين المستويات العمرية للأطفال
- ضعف الاهتمام الموضوعي بقضايا الطفل العربي
- ندرة معارض الكتاب المتخصصة بالطفل
- قلة المكتبات العامة الخاصة بالأطفال (مكتبتان في الرياض لمليون طفل)
- تغييب ثقافة الإبداع والابتكار
- غياب الأهداف التربوية في الكثير من كتب الأطفال

مجلات الأطفال
تتميز المجلات العربية ب:
• القلة العددية
مايقارب 80 مليون طفل (6-14) سنة تخدمهم 15 مجلة بمتوسط 20.000 نسخة (لا تتجاوز 400.000 نسخة بأي حال: كل 200 طفل يشتركون في نسخة واحدة من عدد واحد من مجلة واحدة!!)
• ضعف المحتوى:
50% مادة ترفيهية بحتة (تختلف من مجلة لأخرى)
25% مادة تعليمية / تربوية (تميل للسوء والانحراف في الكثير من المجلات)
25% مادة محايدة ثقافية عامة
• قلة الجيد من المجلات (لا يتجاوز 20% من المتاح في السوق) وبصدور شهري
• قلة المادة التربوية والدينية ( لا تزيد عن 10 % ) في اغلب المجلات
• غياب التوجيه السلوكي الإسلامي كالفضائل والسنن
• تقديم القدوات السيئة - كالممثلين والمغنيين
• إهمال المستوى العقلي والنفسي فالكثير من القصص والمغامرات تتجاوز مستوى الأطفال وأعمارهم
• كثرة المواد المترجمة من مجلات أجنبية اضافة الى المجلات الأجنبية المعربة ( ميكي ، سوبر مان ، الوطواط )
• عدم التكامل مع برامج المدرسة التعليمية
• قلة المتخصصين في ميدان الكتابة والرسوم الفنية
• عدم تبني الجهات الإسلامية إصدار مجلات للأطفال عكس الكنائس والمؤسسات التنصيرية التي تصدر الكثير من المجلات
• إهمال قضايا العقيدة وعرض بعض البدع أحيانا على أساس أنها من الدين
• التشجيع - أحيانا- على بعض السلوكيات الخاطئة كالرقص والغناء ومصادقة الجنسين (عندما تسمعين الى الراديو تنظربن الى صورة جميلة .. تشعرين برغبة في الرقص ، أليس كذلك ؟ يحدث هذا لنا جميعاً .. تعالي نتابع هالة وهي ترق في غرفتها ويحسن ان تكون نافذتك مفتوحة وأنت ترقصين لأن الهواء المتجدد يساعدك ) سمير العدد 1244
• سيطرة المادة الترفيهية على صفحات المجلة
• عدم تقديم القدوات الصالحة وبطريقة مناسبة
• عرض بعض الشخصيات الخارقة - أحيانا- والتي تضعف معالم القدوة الحسنة
"سوبرمان نموذج .... حيث يبلغ هذا الرجل ذروة القوة في المسلسلات والهزليات الأمريكية فيصبح نصف اله يخور ويثور ويضرب وينتصر باستمرار ولا يموت بتاتاً وهو محصن ضد الأمراض وضد الأخطار ويتغلب على كل المصاعب ." (عبد التواب يوسف ...ثقافة الطفل)

التلفزيون
ما يقارب خمسين قناة تلفزيونية للأطفال في أوربا مقابل خمسة في العالم العربي، إحداهما غربية بالكامل وثانية كرتون ياباني مدبلج (في الغالب) وثالثة منوعات سطحية ورابعة ذات مهنية عالية لكن مع غياب المضمون التربوي وخامسة محافظة (مشفرة) (المجد) لكنها متواضعة فنيا ومهنيا .

"يقلل البعض من الاثار السلبية للقنوات الفضائية العربية على الاطفال ويتهمون من يتحدثون عن هذه الاثار بالمبالغة والتخويف اللذين لا مسوغ لهما ! وهؤلاء – في نظري – مخطئون ، فالاثار المحسوسة للبث التلفزيوني بعامة على الاطفال لم تعد مجال للشك .
هل العلاج اذا ان نمنع بث القنوات الفضائية ونقفل ابوابنا دونه ربما كان هذا علاجا ناجحا للبعض ، ولكنه علاج محدود لأن القادرين على تنفيذه قلة وسيواجهون عقبات كثيرة . ومع مرور الزمن يصبح مثل هذا العلاج غير ذي جدوى فالتقنيات تتطور حتى تستعصي على المنع ، والسيل ينهمر تباعا حتى لا تنفع معه سدود . وتلك حقيقة واقعية وقد لا نرضى بها ، ولكن لابد من التعامل معها حتى نحسن المواجهة ونقلل من آثار الشر على أطفالنا ."
لقد وجدت دراسة مصرية أن أطفال مدينة القاهرة يشاهدون التلفزيون 28 ساعة في الأسبوع .
أما نسبة الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون بلغت 99% للأطفال بين سن الثامنة وال15 عاماً .
وذكرت الدراسة أن نحو 97 في المئة من أفلام الرسوم المتحركة الواردة من الخارج تحوي كماً كبيراً من مشاهد وأفكار العنف. علما بانه لايتوجه للأطفال سوى 7 % من البرامج .

يوسف كريم (8 سنوات) طفل نجح في امتحان النقل من العام الثاني إلى الثالث الابتدائي أهداه والده جهاز تلفزيون يضعه في غرفته. تلفزيون يوسف متصل بشبكة قنوات فضائية ما يعني أنه لا "يضطر" أن يبرح غرفته لمشاهدة التلفزيون في غرفة الجلوس. يقول : " أحب مشاهدة "كارتون نتوورك " و" سبيس تونز ", وأحياناً لا أغلق التلفزيون أثناء المذاكرة كي لا يفوتني شيء .

إنّ الغصون إذا قوّمتها اعتدلتْ ولا يلين إذا قوّمته الخشبُ

واقع برامج الاطفال في القنوات العربية
- ندرة المادة الكرتونية الهادفة المناسبة للأطفال (تعد على اليدين(
- ندرة المسرحيات والمنوعات الهادفة والتربوية للأطفال، وأفضل ما قدم لنا (رغم سلبياته الكثيرة) برنامج افتح ياسمسم وهو غربي معرّب
- القلة العددية من حيث الساعات
- اعتماد البرامج المستوردة (أكثر من 50%)
- اعتماد التوجيه المباشر في الغالب
- التركيز على التصوير داخل الأستوديو
- قلة التشويق واعتماد النمطية
- الاعتماد واسع النطاق على أفلام الكرتون وكأن هناك معادلة خاصة بهذا الجانب: تلفزيون + طفل = أفلام كرتون
- احتواء الكثير من الأفلام الغربية على مشاهد لا تليق بالطفل وتؤثر على سلوكه وأخلاقه منذ نعومة أظفاره ، وهي عادية جداً لدى الغرب مثل:
 الرقص والغناء والموسيقى
 القبلات بين الجنسين
 العلاقة العاطفية بين الأولاد والبنات
 الصراع بين الذكور على فتاة واحدة
- احتواء بعض أفلام الكرتون الغربية على شعوذة وانحرافات عقائدية فيما يتعلق بالخالق عز وجل( افتراض وجود الله فوق السحاب ، وصعود البعض إليه ، وأحياناً يكون عملاق متوحش وما حدث من مطاردات بين الصغار وهذا العملاق ...)
- غياب البعد الأخلاقي في كافة ما يعرض من أفلام الكرتون الغربية وهي في معظمها تشغل وقت الطفل وتسليه دون أدنى فائدة هذا إن خليت من السلبيات المذكورة سابقاً
- انتشار العنف وثقافته في أغلب الكرتون
- في دراسة على عينة من أطفال الرياض حول أفضل برامج الأطفال (مرتبة): كابتن ماجد ، سالي ، سلاحف النينجا ، نساء صغيرات والتي تحوي الكثير من السلوكيات السلبية والأفعال المخالفة للدين (الاحتفال بالكريسماس ، ضم اليدين إلى الصدر قبل الأكل) .

السينما
هناك شبه انعدام لسينما الأطفال (خلاف واقع سينما الكبار) ، معإنتاج محدود على شكل كرتون يقدم على شكل حلقات تلفزيونية ، اضافة الى انعدام المسارح الخاصة بسينما الطفل

الإذاعة
الخصائص :
• ندرة برامج الأطفال في الإذاعات العربية
• عدم وجود معدي برامج أطفال متخصصين
• ضعف مستوى برامج الأطفال
• نمطية البرامج واعتمادها غالباً على الأغاني
• الاختيار غير الموفق غالباً لأوقات بث برامج الأطفال
• أنتاج محدد على شكل كاسيت للأطفال يغلب عليه الأناشيد ، (هناك بعض التجارب الجيدة مثل تجربة مؤسسة محسن للإنتاج)



مسرح الطفل:
له دور كبير في تنمية التفكير وتطوير مهارات الاتصال وزيادة الحصيلة اللغوية والثقافية .
واقعه:
- عدم وجود مسارح خاصة بالأطفال في الأحياء وأحياناً كثيرة حتى في المدارس
- عدم الاهتمام بفن التمثيل ودوره في تطوير قدرات الطفل المختلفة
- تخلف صناعة الدمى وهي مكملة للمسرح
- هناك جهود محدودة لتكوين فرق مسرحية متنقلة تقدم للأطفال لكن يقدمها الكبار

الكمبيوتر والإنترنت وألعاب الكمبيوتر:
يساعد في تطوير قدرات الطفل الذهنية والعقلية ويساعد في العملية التعليمية بشكل كبير . كما يمكن اضافته للمؤثرات الاعلامية بحكم احتوائه على مواد ذات بعد ثقافي وتربوي .
واقعه :
- الدخول البطيء للكمبيوتر في المدارس
- عدم اعتماد الكمبيوتر كوسيلة ثقافية تعليمية ( عدا بعض المدارس الأهلية الراقية )
- ندرة برامج الكمبيوتر العربية الخاصة بالطفل
- انعدام برامج الألعاب الالكترونية العربية (عدا التي أنتجها حزب الله)
- أقل من 1 % من مواقع الإنترنت العربية للأطفال 40% من مادتها قصصية وهي تفتقد للتفاعلية وتعتمد في كثير من الأحيان على المواقع الأجنبية
- بعض التجارب الجيدة (حرف) لإنتاج برامج تفاعلية (ملتي ميديا ) للأطفال

لعبة فايس سيتي اللاعب (الطفل في كثير من الأحيان ) يقود عصابة من الأشرار ويتدرب معهم ، يزور المراقص ، يدخل بيوت الداعرات ، ويقتل اللواتي لا يستجبن لطلباته ، يزور الشواطئ الإباحية تدخل عليه النساء - غرف خاصة- بلباس خليع جداً. {منعت اللعبة في استراليا ، هناك أصوات في الكونجرس الأمريكي لمنعها}




تقويم المواد الإعلامية بكافة الوسائل المقدمة للأطفال (من الوجهة الإسلامية)
- قلة المواد المقدمة سواء المقروء أو المرئية المسموعة وبما لا يناسب مع عدد الأطفال في العالم العربي
- انخفاض المستوى الفني للكثير من المواد المنتجة إما بسبب التكاليف العالية او قلة الخبرات المتخصصة.
- غياب الأهداف عن الكثير مما يقدم للأطفال والاكتفاء فقط بـ"ماذا يعجبهم؟ ماذا يريدون؟"
- النظرة السطحية لأطفال العالم العربي بأنهم مستهلكون سلبيون بمعنى أنهم لا يقدرون قيمة المنتج الإعلامي والرسالة المتضمنة
- غلبة المواد المترجمة وخصوصاً في أفلام الكرتون (المدبلجة)
- اللغة العربية المقدمة من خلالها المواد المرئية ركيكة في كثير من الأحيان أو متكلفة (عدم استخدام العربية البسيطة والمفردات السهلة الواضحة بعيداً عن التراكيب اللغوية الصعبة والمتقدمة على الطفل)
- غلبة المواد الترفيهية وقلة المواد الجادة
- غياب البرامج التي تعنى بإذكاء عقلية الطفل وتطوير مهاراته العلمية والفنية واليدوية وتحسين ملكة الإبداع والتفكير لديه
- إشغال وقت الطفل قد يكون أفضل تسمية لمواد وبرامج التلفاز العربية (الرسمية)
- غلبة التهريج والإثارة المتكلفة في مواد الأطفال
- التأثر بعقلية الغرب فيما يقدم من إنتاج محلي سواء في الأسلوب أو في حتى المحتوى (استخدام جلود الحيوانات للتعبير عنها)
- اعتماد الرقص - للبنات كجزء من برامج الأطفال
- سيطرة الغناء والموسيقى في كافة برامج الأطفال
- توجيه الطفل لاهتمامات ليست ضمن أولوياته (منجزات البلد - صفات الرئيس القائد ...)
- ربط الطفل بخالقه كجزء من العقيدة التي يتربى عليها منعدم تقريباً
- توجيه سلوكيات الطفل والتعامل مع الآخرين بشكل إيجابي نادرة في مواد الطفل.
- ربط الطفل بالمخلوقات والبيئة من حوله كجزء من خلق الله لهذا العالم والتناغم بين جميع مفرداته أيضاً منعدمة تقريبا.

اقتراحات عملية للآباء(من السوق)
2. اختيار سلاسل من الكتب القصصية عن السيرة والصحابة والتابعين والسلف، خصوصاً تلك المصالحة بطريقة سلسة وبأسلوب سهل من خلال قالب فني جميل (لوحات معبرة، خطوط مناسبة ...)
3. اختيار قصص مصورة لسير بعض الشخصيات الإسلامية (صلاح الدين ، الظاهر بيبرس،...) ذات التلوين والرسم المناسب وبأسلوب مسلسل.
4. اختيار كتب تعليمية متنوعة ( اختراعات ،جديد العلوم، كيف تصنع ...) وخصوصاً المترجمة منها لتميزها العلمي والفني وطريقة العرض المشوقة للصغار.
5. كتب المهارات الفنية ( التلوين، الرسم، الأشغال، والتي تعتمد مادة تربوية ومفيدة للطفل)
6. اقتناء مجلات هادفة دورياً (سنان – فراس ...)
7. اقتناء كاسيت منوع (أناشيد، قصص وحكايات، مواقف تمثيلية، مثل سلسلة محبوب ...)
8. اقتناء مواد مرئية فيديو /3D من إنتاج محسن / آلاء ...)
9. الاشتراك في قنوات الاطفال الهادفة(المجد)


توصيات
قد يكون من المناسب الختام بتوصيتين اساسيتين للنهوض باعلام الطفل وتسخيره لخدمة العملية التربوية ومساندة دور الاسرة الاجتماعي والتربوي
1. مؤسسة إعلام الطفولة
جهة رقابة بحثية عالية المستوى تتولى:
أ‌) تقويم وتصنيف كتاب الطفل
ب‌) تقويم برامج الأطفال التلفزيونية (الكرتون خصوصاً)
ج) إعداد الدراسات والبحوث الخاصة بالطفل وبالذات في الجانب الثقافي والتعليمي
د) إقامة المحاضرات والندوات حول ثقافة الطفل
ه) التواصل مع الجهات التربوية والتعليمية الرسمية والأهلية الخاصة بالطفل
و) التعاون مع خبراء علم النفس والاجتماع والتربية والإعلاميين لصياغة تصورات دقيقة لثقافة الطفل وإعلامه بما يتلاءم مع بيئته المحلية
ن) إصدار ملصق تقويمي للإنتاج الإعلامي الخاص بالطفل ويكون على شكل نجوم / أو مطابق للمواصفات
ك) تكوين مكتبة متكاملة نموذجية لكافة ما يصدر للأطفال من مواد مقروءة أو مسموعة أو مرئية

2. الميثاق التربوي لمواد الطفل
خصائص وملامح مواد الطفل يجهزه التربويون بالتعاون مع علماء النفس والإعلاميين والمنتجين يعتمد الأسس الإسلامية و الاعلامية المناسبة للأطفال باختلاف أعمارهم.
Admin
Admin
رئيس الجمعية

المساهمات : 249
تاريخ التسجيل : 10/01/2013

https://ascjtiss38.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى